البحث عن الأصوات يشعل لهيب الخلافات بين الأحزاب في الانبار

مواجهات مسلحة وتصفيات للخصوم
المراقب العراقي/ سيف الشمري..
يشهد الملف الانتخابي العراقي، تطوراً خطيراً في المنافسة المحتدمة ما بين الكتل السياسية المشاركة في هذه العملية، فبعد التقاذف بالتهم والخلافات العلنية ما بين الأطراف الفاعلة، تحوّل الأمر إلى استخدام لغة السلاح في مواجهة الخصوم.
ويشكل تصاعد الصراع، تهديداً كبيراً للاستقرار الداخلي للعراق، الذي يعيش اليوم، ظروفاً استثنائية في ظل الاستتباب الأمني، رغم التوتر الحاصل في محيطه الإقليمي والمشاريع الخارجية التي يراد منها، زعزعة استقرار دول المنطقة بشكل عام.
وفي خطوة متهورة، سجلت محافظة الأنبار، أمس الاثنين، مواجهات مسلحة بين عناصر تابعة لأحزاب سياسية، بسبب الانتخابات والمنافسة التي تشهدها تلك المناطق، والتي تحولت اليوم من الفضائح في إقصاء الخصوم إلى السلاح والقتل.
وسجلت تلك المواجهات، إصابات عدة بين المدنيين، إضافة إلى مقتل أحد المسلحين، وهو ما يشكل تطوراً خطيراً يستدعي فتح تحقيق عاجل، لمعرفة من هؤلاء ومن يدعمهم، وأيضا التحرك نحو استبعاد المرشحين المتهمين من الانتخابات، كون هذه الأفعال تندرج ضمن الأعمال الإرهابية، حالها حال الجرائم الأخرى.
ووصل التنافس ذروته خاصة بعد استبعاد العشرات من المرشحين من المحافظات الغربية، بتهم تتعلق بالمساءلة والعدالة واجتثاث البعث، وأيضا التهم الجنائية الأخرى، وهو ما دفع البعض من الأحزاب السُنية إلى زيادة حملاتهم الإقصائية ضد منافسيهم، من أجل تقليص أعداد المشاركين إلى حد كبير، على اعتبار أن تلك الأطراف، فشلت في تحقيق ما يريده الجمهور السُني، ولهذا فهي تخشى على تمثيلها برلمانياً، وتضطر إلى استخدام السلاح وفتح ملفات الفساد ونشرها، في محاولة لإغراق الجميع.
وحول هذا الأمر، يقول المحلل السياسي عبد الله الكناني في حديث لـ”المراقب العراقي”، إن “التنافس الانتخابي وصل ذروته خاصة ما بين الكتل السُنية، التي تعيش حالة غير مسبوقة من التخبط”.
وأكد الكناني، أن “قضية التشهير بين الكتل السياسية وتطور هذا الملف إلى استخدام السلاح والقتل، له أبعاد خطيرة، ويهدد الاستقرار الداخلي للعراق”، داعيا، “الحكومة ومفوضية الانتخابات إلى ضرورة تتبع هذا الأمر، ومعرفة الجهات التي تقف خلفه ومحاسبتها، طبقاً لقانون الانتخابات”.
وأشار الكناني إلى أن “الجمهور السُني بات اليوم أكثر وعياً ولا تنطلي عليه الألاعيب التي يمارسها البعض، من أجل الحصول على أصوات الناخبين”، مبيناً: أن “الكتل السُنية لم تنجح في تمثيل جمهورها تحت قبة البرلمان”.
وتعيش الأحزاب السُنية، حالة من الفوضى الكبيرة، نتيجة الفشل الذي لازم مسيرتها منذ سقوط النظام المجرم والاحتلال الأمريكي، بالإضافة إلى عدم امتلاكها مرجعية سياسية تحتكم إليها في خلافاتها، بدلاً من الاستمرار بالخلافات التي انعكست على الوضع العام للمكون الذي بات اليوم يعيش حالة من الخيبة بسبب فشل ممثليه بالعملية السياسية الذين اكتفوا ببناء إمبراطورياتهم وتوسيع نفوذهم، على حساب جمهورهم الذي انتخبهم وساعد في وصولهم إلى قبة البرلمان.



