وحدة المسلمين في واحة سؤال بريء ..

بقلم: منهل عبد الأمير المرشدي ..
قد لا يصدقنا من نقول له إننا عشنا دقائق مشرقة من حلم الوحدة الإسلامية بعيدا عن المذهبية بما فيها من سنة وشيعة وسلفية وحتى وهابية متطرفة .. دقائق عشناها حقا ونحن نتابع برنامج سؤال بريء الى ما قبل صلاة الفجر ليلة الأمس . بداية لابد أن نشير الى حقيقة مهمة مُفادها أن تجد عشرات الآلاف من متابعي برنامج حواري يتناول نقاط التقاطع والخلاف ما بين المذاهب الإسلامية يتم بثه على قناتين فضائيتين مع وسائل التواصل الاجتماعي ويُبث لأكثر من خمس ساعات , ذلك يعني أن في هذا البرنامج شيئا يختلف عن سواه من البرامج المماثلة التي يغلب على بعضها الوقوع في الزوايا الحادة من الألفاظ وتبادل الشتائم ومصادرة حرية الرأي للآخر سعيا لتحقيق الغلبة الشخصية أو التعبير عن حقد موروث وضغينة اعتاد عليها أرباب الفتنة . برنامج سؤال بريء بإدارة الأستاذ وعد اللامي وترافقه نخبة من الأساتذة الباحثين الذين رسخوا قناعة الهزيمة في ذات كل من يتصدى للمناظرة معهم من الطرف الآخر في جميع المسائل التي تُطرح للنقاش من أرشيف السرد التأريخي الموثق في صحاح المسلمين ولكل ما يمس عصمة الرسول المصطفى وآل بيته الكرام عليهم الصلاة والسلام . لقد اعتدنا أن نشاهد حدة النقاش وتطاول البعض من مشايخ ومحاوري أبناء (السنة والجماعة) رغم الردود الموضوعية والعلمية المدعومة بالنص القرآني والدليل الموثق في صحاح المسلمين وفي مقدمتهم (مسلم والبخاري) من قبل السيد ميثم الموسوي أو الأستاذ ذو الفقار أو الشيخ أسد الحق والسيد أبو علي المصري مما يستدعي تدخل الأخ اللامي لتخفيف وطأة التصعيد والتهدئة ومحاولة تصحيح مسار البحث . نقاش وجدال وحوار بكل ما يحمل من حقائق تذهل من لم يسمع بها من قبل بين المحاورين الشيعة الذين يؤكدون عصمة الرسول المصطفى صلى الله عليه وآله وما يقابلهم في الطرف الآخر من الطعن في تلك العصمة المطلقة والتقليل من شخصية الحبيب المصطفى الى حد تفضيل بعض الصحابة عليه وفق نظرية الصحابة العدول ! إلا أن الحوار لا يخلو من المتعة لما يبعث في العقول من تنوير للحقيقة وفي البصيرة من نور على منهج الحق فيما تعنيه وصية الرسول الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى (إني تاركٌ فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ؛ ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا) .. ليلة الأمس وبينما كان البرنامج على وشك الانتهاء اتصلت امرأة عرَّفتْ نفسها بأنها معجبة في البرنامج وتتابعه باستمرار وإن اسمها (فريدة) وهي يهودية الديانة .. ثم أبدت ملاحظاتها عن طبيعة المحاورين سنة وشيعة ووصفتهم بالجهلة لعدم التزامهم بضوابط الحوار وطلبت من الأخ اللامي أن يستبدلهم بمشايخ كبار وأساتذة متمكنين يفهمون قيمة الإسلام ومنزلة الإمام علي والصحابة. ردة الفعل التي لم نكن نتوقعها ابتدأت من الأخت السلفية علياء المعروفة بنقاشها المتطرف وبغضها لآل البيت عليهم السلام فقد انهالت على المتصلة اليهودية بالإهانة وقالت لها بالنص ( ما علاقتك فينا أنت .. نحن نختلف فيما بيننا ونحن مسلمون من دين واحد ولا يحق لكِ التدخل بيننا . نحن أشبه بعائلة واحدة نختلف ونتفق ) ثم بادر اليها الأستاذ أبو علي المصري الذي حاججها بالمجازر الصهيونية في غزة وما جاء في التوراة من تأييد لقتل الأطفال والنساء لتأتي بعده الأخت التونسية المستبصرة (أم الأسود) وتبدي استغرابها لاتصالها وتدخلها في نقاش يخص المسلمين وهي من طرف عدو للإسلام .. حين تعرضت المتصلة للطعن بالشهيد السنوار تعالى صوت المحاورين الشيعة قبل السنة والسنة قبل الشيعة في إهانتها ولعن الجرائم الصهيونية بينما بادر السيد اللامي الى تنزيلها وطردها من البث مُذكِّرا بمواقف المرجعية الدينية الرشيدة بمساندة المقاومة الفلسطينية وشعب فلسطين المظلوم . نعم إنها دقائق أشبه بالحلم لكنها حقيقة تجسدت من قلوب بريئة في واحة السؤال البريء نتمنى لو تطول وتستمر لتنير بصائر من لا يبصر عسى أن يدرك من لا يدرك أن عدو المسلمين هناك في تل أبيب ومن يدعمهم وليس في إيران النصر والتضحية أو عراق السيد السيستاني أو لبنان سيد المقاومة الأقدس كما يروج البعض الحاقد من ذوي القلوب المريضة .. حقيقة عشتها وأحببت أن أوثقها لي ولأحبتي وأصدقائي سنة وشيعة والله من وراء القصد .



