ما السر في اصرار (حماس)على التفاوض مع الكيان الصهيوني بنفس شروطها الاولى في قضية “الهدنة”؟

د.محمود الهاشمي ..
قال نتنياهو معلقا على مقترح الهدنة الاخير بين اسرائيل وحماس الذي يتم تداوله
في الدوحة والولايات المتحدة
وماتلقته اسرائيل من خسائر
(يكلفنا هذا الجهد ثمناً باهظا بسقوط خيرة ابنائنا من ضباط وجنود ).
ورغم مرور اكثر من (٦٤٠)يوما على معركة (طوفان الاقصى )
فان “كتائب القسام)الجناح العسكري لحركة “حماس “
تعلن بشكل دائم عن تنفيذ عمليات نوعية ضد الجيش الصهيوني في غزة موقعة قتلى وجرحى في صفوفه رغم تكتم
تل ابيب على خسائرها وفرض رقابة مشددة على النشر ..
ظلت حكومة الكيان الصهيوني
في اعتقاد “دائم “انها قادرة ان تُركع المقاومة في غزة وان تُفرض شروطها (القاسية)عليهم وعلى شعب غزة ،وان تؤكد انتصاراتها (الوهمية)باعتبار انها تملك (“الجيش الاول”في المنطقة ،لكنها بقيت تراوح في مكانها ،وكل الذي قامت به جيوشها انها تهاجم المدنيين
والعزل وهم يقفون لاستلام الطعام والمعونات ،او تسقط المنازل على ساكنيها ومهاجمة المدارس والمستشفيات والبنى التحتية .
في جميع مفاوضات (الهدن)
بقيت المقاومة بغزة تفاوض بشروط (المنتصر )مع العدو الصهيوني ،وتتمسك بنفس ثوابتها دون التنازل قط ..
بكائيات (الاعلام الخليجي والمطبع )معلومة لشعب غزة
واسموها (بكاء الذليل)الذي يحاول ان يصف المعركة بين حماس وبين العدو
اشبه ب(الورطة )
و (غير المتكافئة ) محاولا تحميلهم مسؤولية الضحايا
وغيرها .
شعب غزة (شعب مقاوم )وقد خاض ست معارك مع العدو الصهيوني ورغم قصر مددها
الا ان جيش العدو استخدم
ذات المنهج في القتل والذبح
والتدمير ..
يغطي معركة طوفان الاقصى المئات من الاعلاميين بمختلف جنسياتهم وتوجهاتهم وتعرضوا للاستهداف من قبل جيش العدو لمرات عديدة وهؤلاء(الاعلاميون)لم ينقلوا يوما تصريحا لامراة او رجل او طفل من سكان غزة وهو يلوم المقاومة على حربها مع العدو بل العكس يرون في اطالة امد المعركة ثأرا
لوطنهم ولابنائهم وامتدادا لتحرير بلدهم ،وهم من يحرضون اولادهم للالتحاق بالمقاومة .
واخر الاخبار تؤكد ان الذين يقومون بالعمليات النوعية
ضد جيش الاحتلال هذه الايام هم من جيل الشباب الجديد الذي التحق بالمقاومة ،حيث اصبحوا اكثر جرأة وتضحية وتخطيط لانهم الفوا المعركة بكل تفاصيلها،
خاصة وان جيش العدو بات اكثر دنواً من الاهالي بدعوى محاصرتهم بمساحة ضيقة.
جرت قبل يومين محاولة للمقاومة لاسر جندي صهيوني،
ويوم الثلاثاء توعد “ابو عبيدة”
الناطق باسم كتائب القسام جيش الاحتلال بتكبيده خسائر بومية من شمال القطاع الى جنوبه ضمن معركة استنزاف .
والسؤال:-ماذا يعني ان تزداد العمليات النوعية للمقاومة
في غزة بعد (٦٤٠ )يوما من المعارك الدامية ؟
وماذا يعني ان توقع المقاومة ضربات اكبر بجنود العدو وضباطه والياته ؟
ذلك هو “السر “الذي لم يفقهه
الاخرون من المطبعين والمتخاذلين والمهزومين .!
يقول عزت الرشق القيادي في حركة حماس يوم امس الاربعاء
ردا على تصريحات نتنياهو بدعوى استسلام حماس واطلاق سراح الاسرى (تلك التصريحات تعكس اوهاما يعيشها نتنياهو وان الافراج عن الاسرى لن يتم الا بصفقة تفرض المقاومة شروطها ).
لاشك ان الذي دفع رئيس وزراء العدو الصهيوني ل(الهدنة)
الخسائر التي مني بها جيشه
بغزة ،وخسائرهم لمعركة ال(١٢)يوما مع ايران ،بالاضافة
الى ضربات انصار الله الحوثيين
الموجعة للمواقع المهمة للارض المحتلة من موانيء ومطارات ،وقطع طريق البحر عليهم وعلى من يدعمهم ،كما ان الوضع الداخلي للكيان بات معقدا سياسيا واقتصاديا
وامنيا .
زيارة بنيامين نتنياهو الى الولايات المتحدة ومحاولة ان يمنح اعلان (الهدنة)على لسان الرئيس الاميركي (ترامب)مجرد
“هزيمة “الى الامام ،وماعادت وعود ترامب تنفع للكيان بانه
سيدفع بدول جديدة من المنطقة ل(التطبيع ) او رسم
(مستقبل اخر )لغزة ،فالمنطقة
تشهد تحولا جديدا تكون فيه للمقاومة الدور الاهم لانها
سخنت الاحداث وعبرت عن ضمير الامة وتطلعاتها نحو غد اخر عبدت طريقه دماء الشهداء
وصرخات الامهات وبكاء الاطفال وصبر الرجال في ميادين القتال ..



