اراء

سلاح المقاومة هو وديعة الإمام المهدي (عج).. كلمة أبو علي العسكري ودلالاتها العميقة 

بقلم/ إياد الإمارة ..

في تغريدة شجاعة ومسؤولة بكلامٍ يحمل بُـعداً عقائدياً وسياسياً بالغ الأثر، قال القيادي الكبير في المقاومة الإسلامية الحاج أبو علي العسكري “دامت توفيقاته”:

“سلاح المقاومة هو وديعة الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)”

وهي كلمة تختصر رؤية كاملة، وتؤسّـس لفهمٍ عميق لطبيعة الصراع القائم بين جبهتي الحق والباطل في هذا الزمان.

هذه الكلمات ليست مجرّد شعار أو تحفيز معنوي، بل هي موقفٌ عقائديّ راسخ، يُـضفي على سلاح المقاومة طابعاً مقدّساً، ويمنحه شرعيته من صميم العقيدة المهدوية الحقة ..

فعندما يُـنسب السلاح إلى الإمام المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف، يصبح الدفاع به واجباً دينياً، وصونه أمانة ثقيلة، والتفريط به خيانة للمشروع الإلهي المنتظر.

هذه النظرة تحوّل بندقية المقاومة من قطعة حديد إلى رمز من رموز التمهيد لظهور الإمام الحجة (عج)، ويجعل من كل مجاهد حاملاً لأمانة إلهية تنتظر يوم الوعد الموعود.

كلمة الحاج أبو علي العسكري “دامت توفيقاته” جاءت في وقت تشتد فيه محاولات اختراق صفوف المقاومة، سواء:

– عبر الحرب الناعمة ..

– ⁠أو بالضغوط السياسية والتطويع العسكري ..

فحين تُـقال هذه الكلمة، يُـراد منها أن يفهم الجميع، حليفاً كان أو خصماً، أن سلاح المقاومة ليس قابلًا للبيع، ولا للتفاوض، ولا للتخلي تحت أي ذريعة، لأنه ليس ملكاً بشرياً، بل هو وديعةٌ للإمام صاحب العصر والزمان (عج).

إننا نُـشيد بهذه الكلمة لعدة أسباب:

١- أنها أعادت ربط المقاومة بمصدر شرعيتها الحقيقي: المرجعية الإلهية، المهدوية، الثورية ..

وهذا يزيل أي لبس أو توهّـم حول هوية المقاومة وأهدافها.

٢- أنها أعطت المجاهدين دفعة معنوية وروحية: فحامل السلاح أصبح حاملاً لأمانة الإمام روحي له الفداء، وتلك منزلةٌ لا ينالها إلا ذو حظ عظيم.

٣- أنها أغلقت الباب أمام الطروحات الاستسلامية: تلك التي تدعو لنزع سلاح المقاومة أو دمجها في مشاريع سياسية مفرغة من الروح العقائدية.

لقد أصاب الحاج أبو علي العسكري “دامت توفيقاته” كبد الحقيقة حين قال: إن سلاح المقاومة هو وديعة الإمام المهدي (عج) ..

ولأنها وديعة الإمام أرواحنا لتراب مقدمه الفداء، فهي لا تُـسلّـم إلا بظهوره، ولا توجَّـه إلا في سبيله، ولا تُـخفض إلا بأمره عجل الله تعالى فرجه.

إنها ليست مجرد بندقية:

إنها شرفُ الانتظار ..

وعهدُ التمهيد ..

وسراجُ الكرامة في زمن الظلام ..

المجد لمن تمسّـك بهذه الوديعة ..

والنصر لمن صدق ما عاهد الله عليه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى