اخر الأخبارالنسخة الرقميةتقارير خاصةسلايدر

مشاريع الربط السككي بين العراق وإيران تدخل حيز التنفيذ

نقلة استراتيجية لتعزيز السياحة والتجارة


المراقب العراقي/ أحمد سعدون..
يعد مشروع الربط السككي بين العراق وإيران، من المشاريع الاستراتيجية التي تهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي في مجالات النقل والتجارة والسياحة بين البلدين، وقد شهد هذا المشروع، تطورات ملحوظة في السنوات الأخيرة، حيث تم وضع حجر الأساس للربط السككي بين مدينتي البصرة العراقية ومنفذ الشلامجة الإيراني في أيلول 2023، بحضور رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ونائب الرئيس الإيراني محمد مخبر.
ويساعد المشروع في تسهيل حركة المسافرين والبضائع بين البلدين، مما يسهم في تعزيز التبادل التجاري وتحفيز الاقتصاد المحلي، حيث تقدر الكلفة الأولية للمرحلة الأولى من المشروع حسب بيانات وزارة النقل نحو 148 مليون دولار، ومن المتوقع أن تصل الكلفة الإجمالية بعد إتمام المشروع إلى 10 مليارات دولار.
واعتبرت الوزارة، ان هذا المشروع خطوة مهمة في تسهيل وصول الزوار من إيران وبلدان آسيا الوسطى إلى العتبات المقدسة في العراق، مما يعزز قطاع السياحة الدينية، ويسهم في تنشيط الاقتصاد المحلي، ويسهم أيضا في تطوير البنية التحتية للنقل في العراق، مما يرفع من قدرة البلاد على التواصل مع دول الجوار ويعزز مكانتها كممر تجاري إقليمي.
وتعزيزاً لهذا الاتفاق الاستراتيجي بين الجمهورية الإسلامية والعراق، قامت وزيرة الطرق الإيرانية فرزانة صادق بزيارة العراق مؤخرا، حيث كشف السفير الإيراني في بغداد محمد كاظم آل مصدق عن تفاصيل هذه الزيارة والتي تضمنت عقداً جديداً بين الطرفين لإنشاء خط سككي يربط خسروي ببغداد، بعد خط شلامجة – البصرة، مضيفا: ان الزيارة تهدف إلى تطوير العلاقات بين البلدين في مجالات السكك الحديدية والطرق الجوية والبحرية وبناء المدن على ربط الطرق والممرات من الشمال إلى الجنوب والشرق والغرب.
ويفتقر العراق الى هذه المشاريع المهمة الخاصة بالربط السككي بسبب الحروب التي تسببت بتهالك البنى التحتية، بينما تعمل الحكومة الحالية على تنفيذها بعدما بقيت لسنوات طوال في إطار النقاش والبحث دون أن تدخل حيّز التنفيذ.
وفي سياق متصل، أكد الخبير الاقتصادي قاسم بلشان في حديث لـ”المراقب العراقي” أهمية هذا المشروع بالنسبة للبلدين، فيما يخص الجانبين الاقتصادي والسياحي، مبينا: ان هذا المشروع سينشّط الواجهة السياحية بالنسبة للعراق من خلال الزيارات المليونية للعتبات المقدسة، كما سيقلل الكلفة الاقتصادية لأجور النقل بالنسبة لمواطني البلدين، بالإضافة الى اختصار المسافات الطوال، كما سيتم نقل البضائع الخفيفة ويوسع عملية التبادل التجاري بين البلدين.
وفيما يخص بعض الأصوات التي تحاول ان تعرقل هذا المشروع بحجة التأثير على ميناء الفاو، أوضح بلشان: ان “مشروع الربط السككي مع ايران مكمل لميناء الفاو، ولا يوجد أي تعارض بين المشروعين”، مؤكدا: ان “الميناء مختص بنقل البضائع الثقيلة والمواد الغذائية، بينما الربط السككي يختص بنقل المسافرين والبضائع الخفيفة”، مبينا: ان “هذه المعارضة لا تستند لأية رؤية استراتيجية وانما تحاول الاصطياد في الماء العكر” حسب تعبيره.
وفي المقابل، لفتت وزارة النقل العراقية الى أن الاتفاق المبرم مع الجانب الإيراني بشأن مشروع الربط السككي، ينص على أن يتحمّل العراق، مسؤولية إنشاء الخط السككي والمحطات والمواقع، في حين يتكفل الجانب الإيراني بإنشاء الجسر الملاحي على شط العرب وإزالة الألغام على طول 16 كيلومتراً ضمن المشروع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى