اخر الأخبارالنسخة الرقميةتقارير خاصةسلايدر

الكتل السياسية تطلق سباق الانتخابات مبكراً وترسم الملامح الأولية لتحالفاتها

بداية للصراع أم خطوة لتعزيز الديمقراطية؟


المراقب العراقي/ سداد الخفاجي..
يستعد العراق لخوض انتخابات تشريعية جديدة في تشرين الثاني المقبل، ويبدو ان حراك تشكيل التحالفات والكتل السياسية لخوض غمار العملية الانتخابية قد بدأ مبكراً، إذ سارعت أطراف الى الإعلان عن تحالفاتها التي ستخوض بها السباق الانتخابي، وفيما يرى مراقبون، أن هذا الأمر يرجح رسم خارطة جديدة للعملية السياسية تختلف جذرياً عن السابقة، وتشهد صعود وجوه وأسماء جديدة أو مخضرمة، يتوقع آخرون بأن صقور العملية السياسية سيبقون متصدين للمشهد وفقاً لمعطيات الجمهور والمال السياسي وغيرهما من العوامل.
وعلى الرغم من ان الكثير من الأطراف السياسية لم تعلن بشكل رسمي عن توجهها خلال الانتخابات النيابية المقبلة، سيما في ظل ضبابية المشهد السياسي المعقد نوعاً ما، نتيجة الخلافات التي عصفت به خلال الفترة الماضية، إلا ان معنيين بالشأن العراقي يرون، ان خيار الكتلة الأكبر هو من سينتصر أخيراً، الأمر الذي يرجح تشكيل كتل مشابهة للإطار التنسيقي بعد نهاية الانتخابات، وهو أمر شبه محسوم، سيما بين الأطراف الشيعية.
وصوّت مجلس الوزراء، في 9 نيسان الماضي، على تحديد يوم 11 من شهر تشرين الثاني من العام 2025، موعداً لإجراء الانتخابات التشريعية، وينص القانون على أن يكون تحديد موعد الانتخابات قبل 90 يوماً، لكن الحكومة حددت موعد الانتخابات بشكل مبكر جدا وقبل 7 أشهر من موعدها المحدد، بعد اتهامات وجهت اليها بنيتها تأجيل الانتخابات، لقطع الطريق على أي إشكالات ومزايدات سياسية محتملة.
وبرزت تحذيرات خلال الفترة الأخيرة من تأثير الصراع الانتخابي المبكر على استقرار العملية السياسية والأوضاع بصورة عامة، وبالتالي لا بدَّ من تخفيف الخطاب المتشنج والابتعاد عن لغة التسقيط، حتى لا يدخل البلد في مطبات وأزمات هو في غنى عنها تنعكس سلباً على الواقع، فيما تصاعدت دعوات لاستمرار تنفيذ المشاريع وان لا تستغل انتخابياً، وسط قلق من الأحزاب الناشئة والصغيرة من استخدام المال السياسي.
ويقول الكاتب والمحلل السياسي هادي جلو مرعي لـ”المراقب العراقي”: إن “السباق الانتخابي يبعث حالة من الاستقرار على اعتبار ان هناك رؤية نحو ممارسة ديمقراطية مقبلة، بغض النظر عن الانتقادات والتجاذبات السياسية”.
وأضاف مرعي: ان “هذا الحراك يهدئ الأوضاع بصورة عامة وله انعكاسات إيجابية على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، ما يسهل عمل التواصل مع المجتمع وبيان احتياجاتهم ومتطلباتهم”، مشيراً الى ان “المرشحين يبدأون بالتحرك نحو هذه المتطلبات لتلبيتها، وهو ما ينعكس ايجاباً على أوضاع البلاد”.
وأوضح: أن “الهدوء السياسي يعطي رسائل إيجابية للمجتمع الدولي والإقليمي، والجميع لاحظ نجاح القمة العربية، وكيف أصبحت بغداد ورشة عمل، وبالتالي ان أي حراك باتجاه الانتخابات سينعكس بصورة إيجابية على العراق”.
وأشار مرعي الى ان “تغيير الخارطة السياسية مرتبط بعوامل عديدة منها داخلية ومنها خارجية، وترتبط بالتطورات التي تحصل بالدولة العراقية والتطورات الإقليمية من حروب وصراعات، وتغيّر سياسة بعض البلدان مع العراق كلها عوامل تؤدي دوراً كبيراً في رسم الخارطة الانتخابية”.
وبيّن، ان “الانتخابات المقبلة ستساعد على ظهور طبقة سياسية وانكفاء أخرى واختفاء زعامات وقيادات، فضلاً عن بروز طبقة جديدة شابة، ليس فقط عبر الانتخابات بل حتى في دوائر الدولة من خلال استقطاب الطاقات والمؤهلين للخدمة”.
وتوقع، ان “يكون لطبقة رجال الأعمال حضور في الانتخابات المقبلة، والذين قد يساعدون في تحريك عجلة الاستثمار، من خلال تشريع قوانين تخلصهم من الروتين الممل في دوائر الدولة”.
ويتوقع مراقبون، ان تكون الانتخابات القادمة، من أكثر الدورات تعقيداً منذ سنوات، سيما مع ازدياد الوعي الشعبي، إذ بات العراقيون يعرفون الأحزاب التي تحمل مشاريع وطنية، وبالتالي فأن وسائل الاقناع لن تكون سهلة بالنسبة للأحزاب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى