“وكر التجسس” يفعّل فرقه المشبوهة وسط دعوات للحد من نشاطاته في بغداد

تحرّك استخباري بغطاء دبلوماسي يثير القلق
المراقب العراقي/ سداد الخفاجي..
بين الحين والآخر، يثار ملف السفارة الأمريكية في بغداد، والدور التخريبي الذي تلعبه، وتحولها الى قاعدة عسكرية تضم أعداداً كبيرة من الموظفين، الأمر الذي يخالف القوانين والنصوص الدبلوماسية المعمول بها على مستوى العالم، إضافة الى دور سفراء واشنطن الذين تجاوزوا صلاحياتهم بشكل كبير، لكن ومع كل هذه الخروقات التي ارتكبتها السفارة الأمريكية، لم تتخذ الحكومة أية خطوة من شأنها ان تضع حداً للممارسات غير الشرعية في العاصمة بغداد.
أعداد الموظفين داخل السفارة أثار على مدى السنوات الماضية، جدلاً واسعاً في العراق، سيما مع وجود وثائق تؤكد، ان أغلب العاملين داخل السفارة هم عسكريون، جندتهم واشنطن للقيام بعمليات خاصة داخل البلاد، وبالتالي أصبحت السفارة الأمريكية في بغداد، مصدراً يثير قلق الشعب العراقي، ومنطلقاً للكثير من العمليات التخريبية التي تهدف الى إثارة الفوضى، خدمةً لمصالح الولايات المتحدة في العراق والمنطقة.
وخلال الأيام الماضية، رصدت منصات إعلامية ووسائل تواصل اجتماعي، وجود سيارات مدنية داخلها مسلحون من الجنسية الأمريكية، يتجولون في شوارع العاصمة بغداد، الأمر الذي أثار جدلاً حول سبب التجول، فيما أكدت مصادر، ان السيارات انطلقت من داخل السفارة الأمريكية في العاصمة، مما أعاد المطالبات بالتحقيق بدورها ومهامها، سيما مع امتلاك العراق وثائق تدين واشنطن بعمليات تخريبية تدار من داخل السفارة.
وحول هذا الموضوع، يقول المحلل السياسي د. علي الطويل في حديث لـ”المراقب العراقي”: إن “السفارة الأمريكية ليست جهة دبلوماسية بل هي مقر عسكري للاستخبارات الأمريكية ودائماً ما تشهد تحركات عسكرية من نزول طائرات وجنود الى السفارة”.
وأضاف الطويل: ان “السفارة الأمريكية هي منطلق لتنفيذ أجندات تخدم مصالح واشنطن في العراق، وهناك الكثير من المؤشرات التي تدل على الدور السلبي للسفارة على مدى السنوات الماضية”.
وبيّن، ان “ما أثير مؤخراً عن وجود مجموعة أمريكية مسلحة بلباس مدني وسيارة مدنية، أثار الكثير من الشبهات عن عمل السفارة في العراق، منوهاً الى ان الحادث الأخير أثبت الدور التخريبي للسفارة الأمريكية”.
ودعا الطويل الى “تدخل الحكومة وعلى وجه الخصوص وزارة الخارجية، وان تتخذ موقفاً من هذه التحركات، وإصدار بيان توضيحي حول تجول سيارات مدنية تحمل جنوداً أمريكيين داخل بغداد، وهل تم منحهم رخصة وباجات للتجول أم خرجت بأوامر من السفارة الأمريكية؟”.
وتعد السفارة الأمريكية في بغداد، الأكبر حول العالم، إذ تماثل مساحتها نفس مساحة مدينة الفاتيكان، فيما تحتوي على أكثر من 5000 موظف، وهذه الأرقام غير موجودة في أية سفارة بالعالم.
ودائماً ما تتصاعد الدعوات العراقية لغلق السفارة الأمريكية في بغداد، بسبب دورها السلبي، إذ هاجم مواطنون غاضبون عام “2020” مقر السفارة وأضرموا النيران فيها، احتجاجاً على استهداف مقرات الحشد في القائم، واستشهاد العشرات من مقاتلي الحشد الشعبي.