اخر الأخبارالنسخة الرقميةتقارير خاصةسلايدر

أمريكا تخسر حلفاءها وتتوسل الصين وترضخ لشروط التفاوض مع إيران

ترامب.. مائة يوم من الفشل والخداع


المراقب العراقي/ سداد الخفاجي..
سجّلت إدارة ترامب، تراجعاً في شعبيتها بعد مضي 100 يوم على استلامه الحكم، إذ فشل في تحقيق وعوده خاصة تلك المتعلقة بإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا بالإضافة الى السيطرة على قناة بنما، ووعود أخرى تتعلق بالحرب في الشرق الأوسط، فيما يتوقع مراقبون، ان تكون السنوات الأربع المقبلة من حكم ترامب أكثر توتراً وعدم استقرار وتشهد تقلبات، نتيجة عدم اتزان القرارات والالتزام بالاتفاقيات.
على مستوى الشرق الأوسط والذي يعد الملف الأكثر أهمية، فقد فشل ترامب في تحقيق أهداف كثيرة، عكست حجم الفشل والعجز الأمريكي في مواجهة التحديات، فبعد تهديده بالقضاء على حركة أنصار الله اليمنية، والتوعد للمقاومة الإسلامية العراقية، ودعواته لتهجير أهالي غزة، اضطرت إدارة ترامب الى سحب نفسها تدريجياً من هذه الملفات، واضطرت الى اجراء مباحثات مع الجمهورية الإسلامية، بعد ان شعرت انها ستخسر قوتها في المنطقة في حال استمرارها بالعمليات العسكرية.
يشار الى ان المسؤول الأمني للمقاومة الإسلامية كتائب حزب الله، الحاج أبو علي العسكري، كان قد انتقد السياسات الأمريكية في العالم، مؤكداً: ان “ترامب فشل في جميع الملفات التي وعد بها مسبقاً”، مستدركاً بالقول: “لم يحتل قناة بنما ولم ينهِ الحرب الروسية الأوكرانية، ولم يطرد جيوش المهاجرين، ولم يطرد أهل غزة، وما احتوى نشاط الصين بل العكس اليوم يتوسل بها، ولم يستطع حماية السفن التجارية والعسكرية الأمريكية في البحرين العربي والأحمر، مائة يوم ولم يخرق الملف الإيراني، لذلك استحق لقب المجرم الأحمق الفاشل المخادع ترامب”.
وعلى الرغم من الدعم العربي وتطبيل وسائله الإعلامية لبرنامج ترامب في المنطقة، والأموال الخليجية التي وضعت على طاولة الرئيس الأمريكي من أجل تنفيذ تهديداته، إلا انه لم يتخذ خطوة واحدة باتجاه تنفيذ تلك الوعود، بل فرض قيوداً على الدول المؤيدة له دون غيرها، ليخسر حلفاءً جُدداً في الشرق الأوسط، وهذه تضاف الى سلسلة الإدارة المتخبطة لأمريكا.
الانقلاب على أوكرانيا وفرض قيود اقتصادية على كثير من البلدان من بينها الاوروبية، والتهديد باحتلال قناة بنما ووعوده بالسيطرة على كندا وغيرها من القضايا التي أثارها ترامب خلقت اليوم فوضى في العالم ورفعت أعداد الدول المعادية لأمريكا، إضافة الى الأزمة الاقتصادية التي خلفتها الضرائب الكمركية والتي وضعت الاقتصاد الأمريكي على الحافة، سيما مع تراجع قيمة الدولار وارتفاع أسعار الذهب.
كما وعد ترامب بوقف الحرب في غزة، وفتح أبواب الجحيم على حماس، إن لم تفرج عن كل الرهائن الإسرائيليين، فضلًا عن طرح تصور “ريفييرا غزة” وإفراغ القطاع من سكانه، ومع مرور أكثر من ثلاثة أشهر على ولاية ترامب، لم يتحقق سوى وقف قصير لإطلاق النار خرقه الكيان الصهيوني، وتبادل لجزء من الأسرى من الجانبين، فيما بقي 51 من الرهائن الإسرائيليين لدى حماس، وقُوبلت فكرة “ريفييرا” برفض فلسطيني وعربي ودولي واسع، ولم تنتهِ الحرب بالطبع.
المحلل السياسي جاسم الموسوي قال حول هذا الموضوع: إن “هناك تخبطاً في سياسات حكومة ترامب، واحدة من فواعيلها تراجع أسعار الدولار في العالم، نتيجة صراع داخلي أمريكي، فهناك إصرار من البنك الفيدرالي الأمريكي على زيادة نسبة الفائدة وإدارة ترامب تريد خفضها”.
وأضاف الموسوي لـ”المراقب العراقي”: أن “ترامب يرتدي قميص السياسة لكنه يفكر بعقلية المال، وهذه واحدة من أخطاء الإدارة، فترامب يظن ان أمريكا قادرة على فرض قوتها والاستحواذ على جميع مقدرات العالم”.
وأشار الى ان “تهديدات الرئيس الأمريكي بالحرب مجرد حديث إعلامي فهو لا يميل للحرب، والدليل اليوم يتفاوض مع الجمهورية الإسلامية، رغم تهديداته بعمليات عسكرية”.
وأوضح، ان “من صور فشل ترامب في المنطقة خسائره أمام أنصار الله وفشل القضاء عليهم، رغم استخدام ترسانة عسكرية كبيرة، إضافة الى فشله في تهجير سكان غزة”، منوهاً الى ان “أمريكا فشلت في سوريا أيضا فلم يكن للإدارة الأمريكية الجديدة دور في ضرب العصابات الاجرامية وترك سوريا لقمة سهلة للإسرائيليين”.
وبيّن الموسوي: ان “الـ100 يوم من ولاية ترامب أقلقت العالم أكثر ممّا حققت استقراراً وهذا يعود للاجتهادات الأمريكية والقرارات المتخبطة للرئيس الجديد”.
ومع مرور 100 يوم، زادت التوترات بين الحلفاء، في العديد من القضايا الأمنية والسياسية، رغم عدم اتخاذ ترامب أي إجراءات جديدة، إلا أن التوجه الأوروبي بات واضحًا نحو الاعتماد على الذات، واستعادة زخم التصنيع العسكري، وهو ما جسّده تصريح رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين حين قالت: “لقد أثبتنا أن أوروبا قادرة على الإمساك بمصيرها متى ما كانت موحدة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى