مشروع الربط مع الأردن.. حل “ترقيعي” جديد لأزمة الكهرباء

أزمة مستدامة ومليارات مهدورة
المراقب العراقي/ المحرر الاقتصادي…
في أيار 2023، أعلنت وزارة الكهرباء العراقية، إدخال الربط مع الأردن إلى الخدمة مطلع شهر تموز من نفس العام، مؤكدة أن المشروع يهدف في مرحلته الأولى إلى تزويد العراق بـ 150 ميغاوات لترتفع إلى 500 ميغاوات في المرحلة الثانية، و900 ميغاوات في الثالثة ، وفيما كشف المدير العام لشركة الكهرباء الوطنية الأردنية، سفيان البطاينة، أمس الثلاثاء، عن تطورات الأعمال في المرحلة الثانية من مشروع الربط الكهربائي بين الأردن والعراق، وأكد أنها وصلت تقريباً إلى المراحل النهائية، عدَّ مراقبون أن لجوء وزارة الكهرباء إلى هذا الربط حل “ترقيعي” جديد لأزمة الكهرباء ومكافأة للأردن لها على موقفها التطبيعي مع الكيان الصهيوني الغاصب.
أزمة الكهرباء تعود جذورها الى بداية التسعينيات من القرن الماضي واستمرت الى يومنا هذا لأسباب بعضها معروفة وأخرى مجهولة وصرفت المليارات الكثيرة على ملفها دون أي فائدة تذكر ،وقد مرت بالعديد من محاولات للمعالجة من قبل الحكومات المتعاقبة لكن لم نشاهد أي حل لها على أرض الواقع ،ويشير مراقبون الى أن مشروع الربط الكهربائي بين العراق و الأردن الذي تقول شركة الكهرباء الوطنية الأردنية إنه يقترب من النهاية بواقع 200 ميغاواط هو محاولة فاشلة من الوزارة للتغطية على فشلها في ملف طال أمد وجوده في حياة المواطنين دون علاج حقيقي على الرغم من مرور ثلاثة عقود ونصف العقد عليها.
ويرى مراقبون أن “كمية الطاقة التي سيتم تزويد الجانب العراقي بها بعد إتمام المشروع قد تصل إلى نحو 150 – 200 ميغاواط”، وهي كمية قليلة يمكن توفيرها من محطات داخل العراق ولا يمكن اعتبارها طاقة كهربائية مفيدة لبلد عدد سكانه تجاوز الـ 46 مليون مواطن والذي يحتاج الى طاقة كهربائية وُجدت وزارة الكهرباء من أجل توفيرها وليس استيرادها من الدول الاخرى”.
وأكد مختصون بالشأن الاقتصادي أن” إعلان مدير شركة الكهرباء الاردنية عن توقع الانتهاء من تنفيذ العمل بكامل المرحلة الثانية الخاصة بتزويد منطقة القائم بالطاقة الكهربائية مع نهاية شهر آب المقبل تثير السخرية لكون الشهر المذكور وفي هذا الوقت بالذات هو الاعلى بدرجات الحرارة فما الفائدة من وجود هكذا مشروع إنْ لم يكن موجودا في أشهر الصيف اللاهبة”.
ولفتوا الى أن “مشروع الربط يأتي ضمن ما أسمته وزارة الكهرباء بمحاولات تعزيز التكامل الإقليمي في قطاع الطاقة، هو أمر يدعو الى الاستغراب لكون العراق وبما يمتلكه من موارد مالية كبيرة قادرا على جلب أكبر الشركات المختصة من اجل نصب المولدات العملاقة القادرة على انتاج الطاقة الكافية لتغطية البلد من شماله الى جنوبه”.
وشددوا على أن” مشاريع الربط الكهربائي مع دول مثل الاردن تتم عبر ضغوطات أمريكية، والهدف منها استنزاف العراق ماليا ، وجعله بحاجة دائمة الى هذه الدول التي تعد من الدول المطبعة مع الكيان الصهيوني، وأن هذه المشاريع الوهمية هي بمثابة مكافأة لها على موقفها التطبيعي مع الكيان الغاصب”.