اخر الأخبارالنسخة الرقميةتقارير خاصةسلايدر

الحكومات العربية تقامر بأرواح المدنيين في غزة وتطرح خيار نزع سلاح المقاومة

متغاضية عن الجرائم الدموية للكيان الصهيوني


المراقب العراقي/ سداد الخفاجي..
يتواصل الموقف العربي المتخاذل تُجاه القضية الفلسطينية، إذ مازالت الكثير من البلدان العربية المُطبِعة، ترفض حتى اصدار موقف موحد لإنقاذ سكان غزة من المأساة الإنسانية المتعلقة بالحصار والقتل المتواصل الذي ينتهجه الكيان الصهيوني، فبدلاً من التحرك لوقف العمليات الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني، تنادي أصوات من داخل البلدان العربية بدفع إسرائيلي الى سحب سلاح المقاومة الفلسطينية، تمهيداً لتهجير السكان وإضعاف القوة الوحيدة التي تواجه جيش الاحتلال داخل غزة.
وبعد غياب الموقف العربي خلال معركة طوفان الأقصى طرحت بعض الأنظمة العربية، وتحديداً من الدول التي تدعو الى التطبيع مع الكيان الصهيوني، مقترحاً يتضمن نزع سلاح المقاومة الإسلامية “حماس” مقابل وقف الحرب في غزة، إذ تشير مصادر الى ان مصر أبلغت حماس بتسليم سلاحها وإطلاق سراح أكثر من نصف الرهائن لديها، من أجل السماح بدخول المساعدات الطبية والإنسانية ووقف العمليات العسكرية التي يقوم بها جيش الاحتلال في قطاع غزة.
الجدير ذكره، ان حركة المقاومة الإسلامية حماس أكدت، ان وفد الحركة المفاوض فوجئ بأن المقترح الذي نقلته القاهرة يتضمن بنداً صريحاً يتعلق بنزع سلاح المقاومة، مشددة على رفضها لهذا الطرح بشكل قاطع، مبينة، ان حماس لن تناقش سلاح المقاومة مطلقاً، وأن الحديث عن تسليم الأسرى – سواء الأحياء أو الجثامين – يجب أن يكون في إطار تفاهمات عادلة، وليس مشروطاً بنزع السلاح أو ربطه بالمساعدات.
وبحسب مراقبين، فأن الموقف العربي المتخاذل يأتي إلى ارتباط معظم الأنظمة العربية الحاكمة بقوى الاستكبار لا سيما أمريكا وحليفها الكيان الصهيوني، وبالتالي فأن الموقف العربي انتهى من أكثر من 30 عاماً، الأمر الذي شرع الأبواب أمام حرب إبادة جماعية ضد كل جهة تتبنى الدفاع عن القضية الفلسطينية، والدليل ان أمريكا ارتكبت مجازر بحق الشعبين اليمني واللبناني وهددت العراق بضربات مماثلة، لوقوفهم مع الشعب في غزة ورفضهم تواصل القتل الجماعي للمدنيين.
وحول هذا الموضوع، يقول المحلل السياسي إبراهيم السراج لـ”المراقب العراقي”: إن “المواقف العربية معروفة منذ سنوات، وجميعها تأتي ضد القضية الفلسطينية، وحتى القمم العربية لن تقدم أي شيء يذكر لغزة وشعبها”.
وأضاف السراج: أن “بعض الدول العربية تريد ان تفعّل علاقتها مع أمريكا وإسرائيل عبر هذه المقترحات، وكان الأحرى ان تتقدم مصر منذ الأيام الأولى لمعركة الطوفان، لا بعد ان ارتكب الكيان الغاصب أبشع الجرائم بحق الشعوب المقاومة”.
وأشار الى ان “طلب تسليم حماس لسلاحها غير طبيعي، ولا يمت للواقعية بصلة، وفلسطين اليوم بحاجة الى من يقف ضد المشاريع الصهيونية، منوهاً الى ان هذه المطالب لا تخدم القضية ولا المقاومة، بل تخدم الكيان الصهيوني وأمريكا”.
وأوضح: ان “هذه التحركات تأتي جزءاً من الضغوط الغربية على البلدان المُطبِعة، إذ لجأ الكيان الصهيوني مؤخراً الى الأنظمة العربية لتحقيق أهدافه وغاياته، مبيناً ان هذه الدول ليست بمأمن من المشاريع الغربية في المنطقة”.
الأنظمة العربية التي وقفت مع الكيان الصهيوني وأمريكا تعتقد انها توفر الحماية لنفسها وتجنب نفسها مصير الدول التي وقفت مع الشعب الفلسطيني، إلا ان الواقع يشير الى عكس ذلك، فأمريكا والكيان الصهيوني يستهدفان الجميع، وبمجرد مرور أي بلد بفوضى أو اضطرابات تهيمن عليها دول الاستكبار كما فعلت إسرائيل مع سوريا التي وصلت الى مشارف دمشق وأعلنت انها أراضٍ تابعة للكيان الغاصب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى