الكيان الصهيوني يشعل نار الفتنة في سوريا لتحقيق اطماعه وتامين حدوده

مخطط خبيث لاغراق المنطقة بالفوضى
المراقب العراقي/ سداد الخفاجي..
يبدو ان الأوضاع في الشرق الأوسط، متجهة نحو الفوضى، فبالتزامن مع التصعيد الأمريكي ضد اليمن، شهدت الحدود السورية اللبنانية، اشتباكات بين العشائر اللبنانية وجماعات إجرامية تابعة للجولاني، فيما ينشغل العراق بتأمين حدوده لمنع العصابات الاجرامية من التسلل داخل أراضيه، إضافة الى ذلك، تواصل قوات الاحتلال الصهيوني، حصارها المفروض على غزة، لتضع المنطقة بصورة عامة في دائرة صراعات جانبية، تبعد الأنظار عن تحركات الاستكبار العالمي في المنطقة.
وبحسب مراقبين، فأن فشل أمريكا وإسرائيل عسكرياً وعدم قدرتهما على تنفيذ مخططاتهما وأهدافهما خلال حربهما مع محور المقاومة الإسلامية، دفعهما الى اعتماد خطط بديلة للشروع بمخطط الشرق الأوسط الجديد الذي يريد ان يجعل جميع بلدان المنطقة، تحت وصاية وسيطرة الكيان الصهيوني، وبالتالي فأن تحرك عصابات الجولاني على الحدود اللبنانية هدفها اشغال حزب الله عن التحركات الصهيونية، والاستيلاء على أراضٍ جديدة في سوريا.
التحرك الأمريكي بهذا التوقيت نحو اليمن لم يكن عبثياً وكان الهدف منه وقف عمليات حركة أنصار الله ضد الكيان الصهيوني وفك الحصار عن حركة الملاحة البحرية التي كبّدت الاقتصاد العالمي خسائر فادحة، بالإضافة الى ان جبهة اليمن أعلنت عن استمرار عملياتها العسكرية ضد الكيان، لحين فك الحصار عن غزة، وهو ما يخالف الخطط الغربية التي تسعى الى تنفيذ مخطط تهجير السكان وإيجاد بديل لهم، بحسب ما صرّح به ترامب سابقاً.
يشار الى ان الغارات الأمريكية البريطانية تواصلت على مدى يومين مستهدفة المدن اليمنية، للضغط على حركة أنصار الله لوقف العمليات ضد الكيان الصهيوني، وفك الحصار عن الملاحة البحرية في البحر الأحمر، فيما ردّت الحركة بضربات استهدفت حاملات الطائرات الأمريكية، معلنة استمرار عملياتها ضد الكيان الصهيوني لحين فتح الحصار عن غزة.
وحول هذا الموضوع، يقول المحلل السياسي كامل الكناني: إن “المتابع لحروب المنطقة يعرف، ان هنالك حروب إثارة تبدأ بتحرك بسيط كما نشاهد عصابات الجولاني على الحدود اللبنانية، والغارات الأمريكية على اليمن، واستمرار حصار غزة، كلها أهداف تنخرط ضمن مخطط للسيطرة على المنطقة”.
وأضاف الكناني لـ”المراقب العراقي”: أن “هذه الحروب الهدف منها اشغال محور المقاومة الإسلامية بمعارك جانبية، لتمكين محور الغرب من السيطرة على المنطقة”، منوهاً الى ان “المقاومة الإسلامية واعية لهذه المخططات”.
وأشار الى انه “على كل مقاومي العالم التفكير بطريقة منهجية وموحدة، للرد على هذه الاعتداءات بطريقة قوية، على اعتبار ان الهدف منها اضعاف محور المقاومة الإسلامية”.
وأوضح الكناني: ان “الانخراط بالحرب الطائفية يعطي فرصة للأعداء بتنفيذ مخططاتهم والسيطرة على مقدرات الأمة، وتنفيذ مشروع ما يُعرف بالشرق الأوسط الجديد”.
المعنيون يرون ان هذه الفوضى ستكون نتائجها في صالح أمريكا والكيان الصهيوني، وأهدافها هي الأهداف نفسها التي فشلت في تحقيقها خلال معركة طوفان الأقصى، وهو ما يستدعي موقفاً جاداً من الدول التي تعارض المشروع الأمريكي، وإلا سيكون مصير جميع بلدان المنطقة تحت السيطرة الغربية، حالها كحال البلدان المطبعة مثل السعودية والامارات وقطر والأردن وغيرها من الدول التي ترعى مشروع الاستكبار.
واندلعت اشتباكات بين العشائر اللبنانية وجماعات إجرامية تابعة للجولاني، على خلفية محاولة العصابات عبور الحدود بين البلدين، فيما أكد الجيش اللبناني، ان قرى وبلدات لبنانية في المنطقة، تعرضت للقصف من جهة الأراضي السورية، فردّت الوحدات العسكرية على مصادر النيران بالأسلحة المناسبة، وعمدت إلى تعزيز انتشارها وضبط الوضع الأمني.
الجدير ذكره، أن إثارة الفوضى واشغال المجتمعات بالصراعات الداخلية، هو أسلوب أمريكي تعتمده الكثير من البلدان التي تريد السيطرة على مقدراتها، وقد نفذته في العراق واشعلت حرباً داخلية وصراعات مع تنظيمات إرهابية، وتعيد اليوم السيناريو نفسه في سوريا عبر دعمها للجولاني وعصابته، من أجل قضم أراضٍ جديدة من سوريا وضمها للكيان الصهيوني.