اخر الأخبارالنسخة الرقميةتقارير خاصةسلايدر

كيف تعيد الحكومة العراقية علاقتها مع دولة “جئناكم بالذبح”؟

جرائم الساحل السوري تسقط قناع الشرع


المراقب العراقي/ سداد الخفاجي..
منذ أيام، تواصل عصابات الجولاني جرائمها بحق الشيعة والعلويين في سوريا وأمام أنظار المجتمع الدولي الذي لم يحرك ساكناً، ولم يتخذ أي اجراء من شأنه وقف حملات الإبادة الجماعية التي شنتها حكومة الشرع، ضد الأطفال والنساء والشيوخ، الأمر الذي أنتج حكومة إرهابية بأجهزتها الأمنية وغير الأمنية كافة، وهو ما يعقّد مهمة إعادة العلاقات الرسمية سيما مع الدول المحيطة بسوريا وفي مقدمتها العراق الذي لديه ملاحظات سلبية على الجولاني وأعضائه.
الجرائم التي ارتكبتها أجهزة الأمن السورية “عصابات الجولاني” ومازالت ترتكبها والموثقة بمقاطع فيديو، تجعل من عودة العلاقات العراقية السورية، مهمة شبه مستحيلة، على اعتبار ان القانون يمنع التعامل مع الجماعات الإرهابية، وهو ما يضع الحكومة العراقية بحرج كبير، سيما مع الضغوط الدولية التي تواجهها من أجل دعوة وزير الخارجية أسعد الشيباني، لحضور قمة بغداد التي من المزمع عقدها خلال أيار المقبل.
وتشير مصادر سياسية مطلعة الى ان “بغداد تتعرض الى ضغط من قبل واشنطن وبعض الدول الغربية، لإعادة العلاقات التجارية بين البلدين”، مؤكدة: ان “الحكومة العراقية مازالت تدرس الموضوع، لأنها تمتلك ملفات تدين الجولاني بارتكاب جرائم إرهابية ضد العراقيين”.
وكشف وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، في وقت سابق عن توجيه دعوة رسمية لوزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، لزيارة بغداد، مشيراً إلى أن “الزيارة قريبة جداً، لكنها وبحسب مصادر مقربة من الحكومة تم تأجيلها بسبب الرفض الشعبي الذي واجهته واعتراض بعض الكتل السياسية الشيعية على وجه التحديد، لدخول الشيباني وأعضاء حكومة الجولاني المتهمة بالإرهاب الى العراق”.
وحول هذا الموضوع، يقول المحلل السياسي والقيادي السابق في الإطار التنسيقي علي الفتلاوي: ان “مستقبل العلاقات العراقية السورية في ظل الأوضاع الحالية مجهول، ولا يمكن ان تتطور نحو الايجاب مع استمرار الانتهاكات ضد العلويين”.
وأضاف الفتلاوي لـ”المراقب العراقي”: “هناك امتعاض كبير من قبل الشعب العراقي والحكومة على الانتهاكات وعمليات التطهير العرقي ضد العلويين والشيعة”.
وتابع: ان “الحكومة العراقية ملزمة بإقامة علاقات رسمية مع جميع بلدان العالم، لأن هذا الموضوع مرتبط بالتحرك الدبلوماسي، منوهاً الى انه يجب ان يكون هناك تغيير في سوريا وحكومة منتخبة من قبل الشعب حتى يمكن التعامل معها رسمياً”.
وأشار الى ان “الأوضاع في سوريا تتجه نحو الأسوأ، وعمليات الإبادة بحق الشيعة والعلويين ستستمر، لكن بعيداً عن الإعلام، سيما بعد توجيه الجولاني بعدم تصوير عمليات القتل الجماعي”.
وحذر الفتلاوي من “انعكاس الأوضاع الأمنية في سوريا على العراق، الذي يستدعي أخذ احتياطات أمنية أكثر على الحدود وفي الداخل”.
وبحسب مراقبين، فأن التطور الأخير في سوريا والجرائم التي ارتكبت تحت رعاية ما تسمّى بحكومة الجولاني، ستعقّد العلاقة بين بغداد ودمشق وقد تعيد الحكومة العراقية النظر بدعوة وزير الخارجية الى حضور القمة العربية، بالإضافة الى اتخاذ احتياطات أمنية على الشريط الحدودي، فضلا عن داخل البلاد، عبر تشديد الإجراءات الأمنية على المقيمين السوريين وإعادة تدقيق أوراقهم وترحيل المخالفين، للحفاظ على أمن واستقرار البلاد.
يشار الى ان القوات الأمنية العراقية ألقت القبض على عدد من السوريين يقومون بالترويج لعصابات الجولاني ويرفعون شعارات طائفية، من شأنها تأزيم الأوضاع في الداخل أو إحداث فوضى متعمدة بدفع من بعض الشخصيات المرتبطة بالإرهاب والتي تسعى الى اسقاط العملية السياسية.
وفرضت القوات الأمنية، إجراءات مشددة بمحيط السفارة السورية الواقعة في حي المنصور وسط بغداد، وذلك بعد دعوات صدرت عبر منصات إعلامية إلى التظاهر أمام سفارة دمشق ببغداد، تنديداً بجرائم وانتهاكات حصلت في مدن الساحل السوري، خلال الأيام الماضية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى