اخر الأخبارثقافية

لوحات التشكيلية ريم طه.. تجربة تبحث في ماض شخصي

المراقب العراقي/ المحرر الثقافي…

يرى الناقد رحيم يوسف أن  التشكيلية ريم طه لها تجربة تبحث في ماض شخصي لم نعِشْهُ ولا يمكننا أيضا أن نعيشه كما هو واضح ، بمعنى أن ذلك الماضي هو إرث تكوَّنَ عبر حياة وممارسات خاصة ، قد يتطابق البعض منها مع حدث أو موقف عشناه .

وقال يوسف في قراءة نقدية  خص به ” المراقب العراقي”: من خلال أربعة معارض شخصية هي ( متاهات في العام ٢٠١٣ ونخلة بغداد في العام ٢٠١٥ وآدم وحواء في العام ٢٠٢٠ وحكايا في العام ٢٠٢٢ ) والكثير من المشاركات في المعارض المشتركة التي تقيمها الروابط والجمعيات داخل وخارج العراق سعت الفنانة ريم طه الى ترسيخ تجربتها الفنية الجمالية في الوسط التشكيلي العراقي ، بغية إيجاد موطئ قدم لها فيه عبر التمكن من إيجاد بصمة اُسلوبية تشير اليها بين اقرانها من الفنانات والفنانين التشكيليين”.

وأضاف: إن” ما اطلعت عليه في تجربتها المعروضة في المعهد الثقافي الفرنسي تحت عنوان ( ذكريات ) تجعلني أتلمس حجم التطور الاسلوبي فيها عبر امكانياتها الواضحة المبثوثة على السطوح التصويرية التي لا يمكن أن تأتي من فراغ ، بل من خلال ارتكازها على تجارب سابقة تطورت شيئا فشيئا حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن ، لأن المعرض يفصح عن امكانيات تنفيذية مرتكزة على رؤى جمالية امتلكتها عبر هذا الزمن الممتد في عملها ضمن مسارات الفن”.

وتابع :”قد يمثل ما يكتب في بروشور العرض التشكيلي مدخلا يلقي بعض الضوء على التجربة المعروضة أو مفاتحيا لفهم البعض من قصديات الفنان ، ومن ثم الإيغال في التجربة عبر السطوح المبثوثة ، وليست مهمة المتلقي هي استيعاب كامل تلك القصديات ، بل تتركز مهمته في استلال المتعة الجمالية الخالصة التي ستأتي من خلال تفاعله مع تلك السطوح ، ولاننا هنا ازاء تجربة تبحث في ماض شخصي لم نعشه ولا يمكننا أيضا ان نعيشه كما هو واضح ، بمعنى ان ذلك الماضي هو إرث تكوَّنَ عبر حياة وممارسات خاصة ، قد يتطابق البعض منها مع حدث أو موقف عشناه ، غير انها لا تتطابق كليا مع ماضينا المُعاش ، ولهذا فإننا سنبحث عما يوائم ذاكرتنا اثناء التلقي ، وذلك بسبب العنوان الرئيس للمعرض الذي حدد بمفردة ( ذكريات )”.

وبين :أن”الفنانة هنا تسأل دون ان تجيب وكأنها تركت الاجابة للآخر الذي تفترض تفاعله اثناء العرض بحثا عن الاجابة ، وهو ليس سؤالا عبثيا ، بل يصب في ذات الاتجاه الذي تبحث من خلاله أو فيه تحديدا ، إذن فهي تدون بصريا ما هو ماثل أمامها أو امامنا في حضوره الزمني باتجاه مستقبل مفتوح ، على اعتبار أن الماضي ليس بحاجة لمفاتيح الا لمن يستل منه ما يمكن ان يُلقي الضوء على حاضره باعتباره ماضيا شخصيا ، وهذا ما يجعلنا ان نقول إن تجربة الفنانة هي محاولة أو مجموعة محاولات تبحث عن الأثر من اجل تدوينه بصريا ، غير ان الأثر هنا لا يمثل ما هو مندثر كما في التجارب الفنية التي تمثل اشتغالا بحتا على التقنيات المعروفة في البحث عن الأثر المندثر بل هو بحث آخر يختلف كليا عنه ، لأنه أثر لا يمكننا ملاحظته بسهولة ، وهو اثر لمجامبع لا يمكن تحديدها ، باعتباره ذاكرة حية تستنطق من خلالها المشخصات والخطوط والألوان والتكوينات العامة على السطوح التي تتفاعل آنيا مع مستقبل مفتوح كما اشرنا ، فنتفاعل معه كلٌ وفق قدراته ما هو مطروح على التأثير فينا”.

 وأوضح :أن” الفنانة تحتفي بالحياة من خلال الذكرى ، التي هي جزء حيوي من مشاعرها الحبيسة التي نطلق لها العنان بعد ان حاولت طويلا أن تجعلها متوارية ، ليمثل اطلاقها لحظة فارقة في عملها ، وهذا يمثل جوهر السؤال الضمني غير المطروح الذي هو لماذا تعود مرارا وتكرارا صوب ذاكرتها لاسقاطها على واقعها ليس في الفن فحسب ، بل بالكثير من ممارساتها اليومية التي تشكلها خياراتها الذاتية ، وهذا ينطبق على الجميع ، من هنا تتطابق أحلامها مع ذكرياتها لإنتاج واقع موازٍ نطلقه باتجاه التلقي وتجلس متفرجة على ما يجري”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى