صفقة فاسدة تخترق موانئ البصرة وتهدد الثروة الحيوانية في العراق
العجول المستوردة تفتك بالجاموس
المراقب العراقي/القسم الاقتصادي..
بينما نفت وزارة الزراعة قبل أيام إصابة شحنة محملة بآلاف العجول المستوردة بالحمى القلاعية، لكنها سرعان ماعادت لتغيير موقفها بتشكيل غرفة عمليات لمكافحة المرض بعد أن تسبب الامر بانهيار الثروة الحيوانية في العراق حيث تعرضت أعداد هائلة من الابقار والجواميس الى الموت بسبب الإصابات التي تصاعدت بشكل مخيف.
ونقلت مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام مختلفة حالات عديدة في بغداد والمحافظات تتحدث عن أرقام صادمة لنفوق آلاف المواشي بسبب شحنة العجول التي دخلت عبر موانئ البصرة من دون فحص حقيقي بسبب الفساد والإهمال الذي دفع بثروة العراق الحيوانية نحو الموت.
ويوم أمس الاثنين، شكلت وزارة الزراعة، غرفة عمليات، لمكافحة الحالات المرضية التي أُصيبَت بها حيوانات الجاموس في مناطق الفضيلية وجرف النداف والنهروان وحي الوحدة في محافظة بغداد.
وجاء في بيان صادر عن الوزارة تلقته “المراقب العراقي”، إنها “كثفت عمليات الرصد والتحري، والقيام بالإجراءات الاحترازية لتقويض الحالات المرضية والكشف عن مسبباتها، وقيام الكوادر البيطرية المختصة بإجراءات وقائية سريعة، وعقد اجتماعات فنية حال ظهور الحالات المرضية للجاموس”.
وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت على موقع الفيس بوك واسع الانتشار عددا من مربي الجاموس والعجول في مناطق النهروان والفضيلية وهم يطالبون الحكومة بمعاقبة المتسببين بإدخال هذه الشحنة التي خسروا بسببها ثروتهم الحيوانية.
ويقول أبو أحمد من منطقة النهروان، إنه “خسر في يومين خمس عشرة جاموسة تشكل ثلثي ثروته من الماشية التي يقوم بتربيتها، لافتا الى أن الامر نزل عليه مثل الصاقعة، وهو يراقب المشهد المأساوي الذي تعرضت له الحيوانات جراء دخول بعض العجول المصابة الى المنطقة.
وليس أبو أحمد فقط من دفع ضريبة فساد بعض القائمين على الشحنة وإنما هناك العشرات الذين نقلوا خسائرهم عبر وسائل الاعلام، اذ انتشرت هذه الشحنة في بغداد والمحافظات في عملية تستهدف الثورة الحيوانية والامن الغذائي للعراقيين.
وتذكر تسريبات تداولها ناشطون وإعلاميون، أن الشحنة كانت نتيجة الفساد وغياب الرقابة، وحصول أحد المشرفين على أكثر من مئتي الف دولار مقابل عبور تلك العجول التي دخلت على انها قادمة من اليمن بعملية تزوير تهدد حياة العراقيين وتستهدف تدمير الثروة الحيوانية.
ويؤكد الخبير الاقتصادي ضياء المحسن، أنه اذا ما أثبتت التحقيقات صحة ما يُتداول حيال إدخال الشحنة المصابة بالحمى القلاعية فيستوجب ذلك معاقبة جميع الجهات التي سمحت بحدوث هذه الكارثة.
ويضيف المحسن في تصريح لـ”المراقب العراقي”، أن “وزارة الزراعة والجهات المعنية يجب ان تضع خطة لتنمية الثروة الحيوانية على مدى خمس سنوات، تبدأ باستيراد شحنة أولية ويتم بعدها الاستفادة من الولادات التي ستتكاثر مع متابعة دقيقة لمؤشر ارتفاع أرقام هذه الثروة”.
ويطالب الشارع الحكومة باتخاذ إجراءات عاجلة لمحاسبة المقصرين وتعويض أصحاب الماشية الذين تعرضوا لخسائر كبيرة، فضلا عن دعم قطاع الإنتاج الحيواني بكميات كبيرة من العجول وبقية المواشي التي تخضع للفحص البيطري بهدف تنمية هذه الثروة ودعم الاقتصاد المحلي الذي لا يزال يعاني الإهمال والفساد بسبب تمادي مافيات تمتهن تدمير البلاد وسرقة ثروة العراقيين.
