سياسة ترامب “العبثية” تضرب توازنات الاتحاد الأوروبي وتقربه من الحرب

المراقب العراقي/ متابعة..
منذ عودته إلى الرئاسة الأمريكية، للمرة الثانية تسبب دونالد ترامب بالعديد من المشاكل الخطيرة ليس على مستوى الاتحاد الأوروبي الذي بات على شفا الحرب، بل حتى في الشرق الأوسط خاصة فيما يتعلق بمقترح تهجير الشعب الفلسطيني إلى مصر والأردن الذي أثار جدلا واسعا لدى دول المنطقة بسبب رفضها خروجَ الفلسطينيين من أرضهم.
ولم تقتصر السياسة العبثية لترامب على الجوانب الأمنية والحروب الدائرة بين أوكرانيا وروسيا بل حتى على الأمور الاقتصادية وفرض الرسوم الجمركية والضرائب على البضائع الدولية وهو ما تسبب بردود أفعال غاضبة على المستوى العالمي، كما بات ينذر باحتمال اندلاع حروب داخلية وخارجية بين دول أوروبا.
وتبددت تماماً أية آمال كانت ربما تراود أوكرانيا في شأن اتخاذ البيت الأبيض موقفاً أكثر دعماً لقضيتها مما كان متوقعاً خلال الحملة الانتخابية.
وأكد ترمب الأربعاء الماضي أنه تحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في شأن بدء المفاوضات المباشرة لإنهاء الحرب الأوكرانية، مضيفاً أن الرئيسين اتفقا “على العمل معاً بصورة وثيقة”.
وجاءت هذه التطورات بعد تصريحات سابقة قاسية إثر اجتماعات جرت في بروكسل شارك فيها وزير الدفاع في إدارة ترامب بيت هيغيسث، قال فيها إن حصول أوكرانيا على العضوية في حلف شمال الأطلسي غير “واقعية” وأن أوكرانيا في حاجة إلى التخلي عن كل الآمال في استعادة السيطرة على حدودها التي كانت قائمة قبل عام 2014، والاستعداد للتفاوض على تسوية مع روسيا تشرف على تنفيذها قوة دولية.
كلام هيغيسث جاء قبل يومين من افتتاح أعمال المؤتمر السنوي للأمن في ميونخ الجمعة، والذي سيكون اللقاء الدولي الأكثر أهمية من نوعه منذ أعوام عدة، بسبب توقيته ونوعية الحضور وما يمكن أن يتقرر خلاله.
وربما لم يمضِ بعدُ أكثر من أربعة أسابيع على بدء ولاية دونالد ترامب الثانية، لكن سلسلة الأوامر التنفيذية التي أصدرها والاجتماعات الدبلوماسية التي عقدها، والمؤتمرات الصحافية المرتجلة التي أجراها أثارت اضطرابات هائلة، من خلال كل ما يتعلق بالرسوم الجمركية والتهديد بفرضها، وحتى المخططات التي يبدو أنها تهدف إلى وضع اليد على أراض تعود لشعوب دول أخرى.
ويأتي مؤتمر ميونخ للأمن خلال وقت يُنظر إليه بصورة واسعة على أنه فترة حساسة تمر بها الحرب الروسية – الأوكرانية، وقبل أسبوع واحد من إجراء الانتخابات الوطنية في ألمانيا التي قد تؤدي إلى اقتراب اليمين المتطرف من الفوز بالسلطة أكثر من أي وقت مضى منذ الحرب العالمية الثانية، وبعد أول اجتماع أجراه رئيس حكومة المملكة المتحدة في بروكسل منذ الخروج من أوروبا “بريكست”، في محاولة منه لفتح موضوع إعادة “ضبط العلاقات” مع الاتحاد الأوروبي، والتي ترى المملكة المتحدة أن ملف الدفاع هو أمر أساس فيها.