اراء

ملاعبنا بلا جمهور

بقلم: علي الباوي..

شهدت الملاعب في الآونة الأخيرة ضعفاً في الحضور الجماهيري في ظاهرة تُعدُّ الأولى من نوعها. العديد من المهتمّين أرجعوا هذا إلى الأداء السيئ للكرة العراقيَّة بعد الخيبات القاريَّة بينما رجَّح آخرون أنْ يكون السبب هو اتساع رقعة النقل التلفزيونيِّ الذي أثر على ارتياد الملاعب.

لا شكَّ أنَّ هذه الظاهرة لا تقتصر على سببٍ واحدٍ، والملاحظات المطروحة كلّها تصبُّ في تراجع المستوى الجماهيريِّ لكنَّ الشيء البارز هنا هو ضعف أداء الفرق الرياضيَّة، وثمَّة أخطاءٌ أخرى فنيَّة تجعل المتابع يمتنع عن الحضور إلى الملعب. الكثيرون يرون في نمطيَّة الكرة العراقيَّة سبباً في عدم متابعة المباريات، فكلُّ ما نراه في المستطيلات الخُضر يدعو للملل فضلاً عن افتقاد الحماسة واعتماد اللعب العشوائيِّ والبطيء كما أنَّ تراجع اللياقة البدنيَّة يصبُّ أيضاً في ترسيخ نمطيَّة الكرة العراقيَّة.

امتلاء الملعب له دورٌ كبيرٌ وأساسيّ في إدامة العلاقة بين النادي والجماهير المشجِّعة، فمكانة النادي تُقاس بتأريخه الجماهيريِّ وهذه القاعدة هي التي تدفع النادي إلى تطوير نفسه والبحث عن لاعبين جيدين قادرين على تحقيق الإنجازات.

إنَّ العامل الأهمَّ في هذه العلاقة هو مدى المتعة المقدَّمة للجماهير الرياضيَّة ومدى التطوّر التصاعديِّ الذي يجلب الكثير من المشجعين إلى الملاعب. على الأندية المتنافسة قياس درجة الإقبال الجماهيريِّ ودراسة أيِّ ظاهرةٍ تطرأ فالأندية لا يمكن لها الاستمرار بلا جماهير كما أنَّ الجماهير تريد رؤية كرة قدمٍ ممتعةٍ وتنافسيَّة لا أنْ تتذبذب النتائج ويسود الملل والأداء الضعيف. كرة القدم تحتاج دائماً إلى البقاء حيَّةً وفاعلةً من خلال صقل المستوى وتحقيق الهدف منها، والشيء المنطقيُّ هنا أنّني لنْ أفرِّط بنقودي ووقتي من أجل مباراةٍ مملّةٍ فيها توقفاتٌ كثيرةٌ وإصاباتٌ غير مفهومةٍ فضلاً عن المشاغبات غير الرياضيَّة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى