اخر الأخبارالنسخة الرقميةتقارير خاصةسلايدر

جيوش إلكترونية وصفحات ممولة لتضليل الرأي العام

حرب الشائعات تهدد أمن العراق
المراقب العراقي/ سيف الشمري..
في ظل الفوضى التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، نتيجة للعمليات العدوانية التي تشنها سلطات الاحتلال الصهيوني وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية، فإن الشائعات أخذت حيّزاً كبيراً في تحريك الأوضاع، وفقا لما تريده السياسة الخارجية لتلك الدول.
وفي العراق، لم نخرج من هذه الدائرة في ظل وجود جيوش إلكترونية تعمل لصالح واشنطن والكيان الصهيوني وأنقرة، حيث أخذت تروّج للكثير من المعلومات المضللة التي تهدف إلى زعزعة الوضع الداخلي والاستقرار الذي ينعم به البلد، بالإضافة إلى التأثير على الخط المقاوم وسلسلة الإمدادات التي يقدمها لفلسطين ولبنان.
وفي ظل التطور التكنولوجي الذي اجتاح العالم، فإن العديد من الشرائح المجتمعية سواء في العراق وغيره، ما تزال على مستوى بعيد من التفريق فيما تتلقاه من محتوى مضلل أو حقيقي، بالتالي قد تنجر وراءه، وتكون فريسة سهلة، للتأثر بما تريده الأطراف الخارجية، وتحقيق نوع من الفوضى المجتمعية، وإبعاد الرأي العام عما يدور في العالم، من جرائم ومخالفات ترتكب من قبل هذه الدول التي تريد التوسع بأي شكل من الأشكال.
مختصون طالبوا الحكومة بضرورة تكثيف الفرق التكنولوجية العاملة في مجال كشف الشائعات والمعلومات المضللة وبيان حقيقتها للناس، خاصة في ظل وجود فوضى من التسريبات الصوتية لبعض مسؤولي الدولة، وفبركة العديد من الصور والمقاطع المصورة التي من شأنها ان تحدث زلزالاً داخلياً على مستوى الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي.
في السياق، قال الأستاذ في كلية الإعلام د. هاشم حسن بحديث لـ “المراقب العراقي”: إن “الشائعات لها دور خطير في إثارة القلق والفتنة والتأثير على معنويات الأجهزة الأمنية ولها بيئة معينة”.
وأضاف: ان “سبب الشائعات هو وجود معلومة من دون مصدر والجهات ذات العلاقة، لا تعطي معلومات صحيحة وكافية، بل تكون ناقصة، ويحاول الطرف الثالث، أن يضخم المعلومة الناقصة وعلاجها يكون بتوفر قاعدة صحيحة للشفافية من الأجهزة الحكومية، وتكون حذرة وواعية وسباقة في إطلاق المعلومات التي تنفي الشائعات”.
وبيّن، أن “التصريحات غير المسؤولة من بعض أعضاء مجلس النواب والمجتمع المدني الذين يعتمدون على وسائل غير صحيحة في استقاء المعلومة، مثل وسائل التواصل الاجتماعي أو جهات مشبوهة، وترويج هذه المعلومات عبر الفضائيات وتصريحات على وسائل الإعلام، تساهم أيضا بنمو الشائعات”.
يذكر ان مدير قسم الشائعات في وزارة الداخلية العراقية، العميد نبراس محمد علي، قال في تصريح سابق، إنه “منذ الأحداث الإقليمية المتداولة وانطلاق الحرب الاعلامية الباردة، فإن قسم محاربة الشائعات في الوزارة، وضع خطة تتمثل في عملية تكثيف الأخبار الحقيقية والانتصارات، وأيضاً الإجراءات الأمنية التي تتخذ من قبل القوات الأمنية ووزارة الداخلية، لتأمين الحدود، وأيضا لتهدئة الأوضاع داخل البلاد”.
وأضاف: أن “هناك إجراءات للتثقيف ورصد الأخبار المضللة والتنسيق مع الجهات المعنية، لكي يكون هناك تقويض لعملية سريان الشائعات وتفنيدها ومنع انتشارها”، مشدداً على “ضرورة قطع الطريق أمام المغرضين الذين يريدون أن يوصلوا الحرب الباردة إلى البلاد”.
يشار إلى أنّ بعض وسائل التواصل الاجتماعي والوسائل الإعلامية، بدأت تروّج مؤخرا لبعض المعلومات المغلوطة منها، ما يتعلق بالحشد الشعبي وقضية حله، اضافة إلى ملفات أخرى يمكن تصنيفها بالحساسة، والغرض من ذلك هو، نشر الفوضى في العراق، الذي ينعم حاليا بالاستقرار على جميع الصُعد والمستويات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى