اخر الأخبارثقافية

“السيد العام” رواية عن عذابات العراقي في المخابرات الصدامية

المراقب العراقي/ المحرر الثقافي…

تعد جائزة “كتارا” للرواية العربية، واحدة من أهم الجوائز في الدول العربية، وعلى مدى الدورات الماضية، كان الحضور العراقي فاعلا، حيث فاز فيها العديد من الروائيين العراقيين، وآخرها فائزان اثنان بجائزتها للرواية العربية في دورتها العاشرة 2024، ففي فئة رواية “الفتيان” فاز علاء الجابر (العراق) عن روايته “أرض البرتقال والزيتون”، وعن الرواية التأريخية، فاز ضياء جبيلي (العراق) عن روايته “السرد الدري في ما لم يروهِ الطبري – ثورة الزنج” كما ترشحت للقائمة القصيرة للجائزة، رواية “السيد العام” للروائي محمد الأحمد، وهي من الروايات التي تؤرخ للظلم الذي تعرّض له الشعب العراقي في زمن الطاغية المقبور.

وقال الروائي محمد الأحمد في تصريح خص به “المراقب العراقي”: إن “أحداث رواية “السيد العام” هي عن ما يجري في جهاز المخابرات العراقي وزنازين الأقبية القرمزية، لتكون مفتاحاً تأريخيا يلجُ به “الروائيون” من بعدها الى مساحات جديرة بإعادة النظر، إذ تكشف عن المسكوت عنه والمقموع في تأريخ القهر السياسي”.

وأضاف: إن “الأحداث الحقيقية عندما تتحول الى رواية تكون مستندة الى فترة تأريخية معينة فإنها تكون وثيقة تدين المتسببين بظلم أبطال الرواية الذين هم في الواقع شخصيات حقيقية ومنهم الكاتب نفسه عند ذاك نقرأ رواية فيها الصدق والانتماء الى أمكنة الأحداث وهي حالة تصب في صالح القارئ الذي سيكون من المطلعين على واقع مؤلم لاسيما الشباب الذين لم يعيشوا في زمن الدكتاتورية الصدامية”.

وتابع: ان “مجرد حضور رواية “السيد العام” في القائمة القصيرة التي أعلنت عنها جائزة كتارا للرواية العربية 2024، هي فرحة كبيرة لي لكوني لم أتوقع لها الوصول الى هذه المرحلة، لكونها تتناول موضوعاً سياسياً يتحدث عن ظلم طاغية يعد بعض العرب رمزاً قومياً وهم لا يعرفون أو يتجاهلون حقيقته الاجرامية التي راح ضحيتها الملايين من الشعب العراقي”.

وأشار الى ان “الروايات التي تتناول هكذا مواضيع غالبا ما يكون التجاهل هو السمة المرافقة لها في المسابقات والجوائز العربية، لكنني كنت واثقا من التناول الموضوعي لها من قبل لجنة التحكيم وكنت اتوقع انها ستكون من الروايات المرشحة للفوز، لكنها لن تفوز والسبب هو موضوعها الذي هو ضد الطغيان الذي يمارسه الرؤساء العرب ضد شعوبهم”.

من جهته، قال الناقد هشام آل مصطفى في تصريح خص به “المراقب العراقي”: ان “رواية السيد العام رائدة في جرأتها، وفاعلة في ابداعها وواعية في حياده، وهي فتح جديد في طريقة كتابة الرواية العربية والعراقية، لأنها وثيقة تهمّ المثقف الفاعل حتى تكون لديه الفكرة الأكيدة الشاملة عن أربعين عاماً من تأريخ العراق السياسي، وربما أكثر رواية كاشفة عن ويلات قد حدثت ولكن تفاصيلها غير مكشوفة للعلن”.

وأضاف: ان “الأحداث المؤلمة دائما ما تكون مادة دسمة للكتابة على طريقة “المعاناة تصنع الإبداع” فمن خلال ما عاناه الروائي محمد الأحد سنجد بين السطور معايشته للألم في سجون مخابرات الطاغية ومدى القسوة والاجرام الذي يواجهه من يدخل الى تلك الأماكن المظلمة التي يذوق فيها شتى أنواع العذاب وقد ظهر ذلك جليا في العديد من صفحات الرواية”.

وأشار الى ان “الوصف الذي استخدمه الأحمد للأماكن والأحداث يشجعك على اكمال قراءة الرواية حتى نهايتها لجودة الاسلوب وقوة الموضوع والأفكار التي جاءت ضمن سياق ما يتحدث به الشخصيات ومنها الكاتب ذاته الذي هو البطل الحقيقي في رواية سيرية وتأريخية في الوقت نفسه كانت تستحق احدى الجوائز الثلاث على أقل تقدير إن لم تكن الاولى”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى