“حياة الماعز” من رواية مغمورة الى فيلم يرعب السعودية

هادي ياسين..
في عام 2008 صدرت في ولاية (كيرالا) الهندية رواية بعنوان (أيام الماعز) للكاتب “دانيال بنيامين” وبلغة الـ(ماليالامية) السائدة في تلك الولاية. وتلقت شعبية فائقة فطُبعت عشرات الطبعات بعد أن تُرجمت الى لغات هندية عدة واعتُمدت كمادة مقررة في جامعات ولاية (كيرالا) وتُرجمت الى عدة لغات أجنبية، وفي عام 2014 ترجمها “سهيل عبدالحكيم الوافي” الى اللغة العربية فنشرتها دار (آفاق) للنشر في الكويت، وفي العام ذاته عُرضت في معرض الرياض الدولي للكتاب، ولكنها سُحبت بعد يومين واختفت، وتم حجبُها في دولة الإمارات أيضاً. ويبدو أن مسؤولي الرقابة في معرض الرياض نظروا الى الرواية كعمل مكتوب بخيال أدبي مسيء الى السعودية فحسب، ولم يدركوا أن أحداثها مستلة من الواقع، وهي حقيقية، وأن هذه الرواية ستكون قنبلة موقوتة ستنفجر عام 2024 في هيأة فيلم سيهز سمعة السعودية ــ بغض النظر عن مستواه الفني ــ وسيجعل كل من شاهد الفيلم يتعاطف مع الضحية الهندية الذي وقع عليه ظلم وحشي على يد سعودي متوحش ــ محمي بالقانون السعودي ــ وداخل الأراضي السعودية. فلو أن الرواية لم تُعامل بانفعال سطحي ولم تُسحب من المعرض ونوقشت أثناءه في ندوة، فربما كان صوت الضحية قد وصل الى السلطات السعودية العليا لتلغي (نظام الكفيل) اللاإنساني. وربما ما كان فعل الرواية قد اختمر وقد تحول الى فيلمٍ سينمائي أثار كل هذه الضجة غير المسبوقة.
ألم يتمعن الذين سحبوا الرواية من معرض الرياض عام 2014 في هذا المقطع، الذي هو نزر يسير من كم العذاب الذي عانته العمالة في بلادهم، أم أنهم قرأوه قراءة سطحية وقرروا أنه يسيء الى السعودية دون أن يرفعوا تقريراً الى السلطات العليا ولم يحسبوا حساباً للواقع الذي حصلت فيه أحداث الرواية ومعاناة بطلها ومن شاركه العذاب لتتحول بعد عشر سنوات الى فيلم فجّر كل هذا الحقد على السعودية؟ الجواب هو كلا.



