اخر الأخباراوراق المراقب

من هم شيعة أمير المؤمنين (عليه السلام)؟

أسّس أهل البيت قاعدة في الانتساب إليهم، وهي: “كونوا لنا زَينا”. وعند مراجعة الروايات نجد أنّ كلمة الشيعة لها معنًى خاصٌ ومقدّس في روايات أهل البيت، وتأكيداً لهذا المعنى ذكر أهل البيت للشيعة أوصافاً خاصّة بهم، من أهمّها تجسيد القدوة الحسنة بين الناس في السلوك الفرديّ والاجتماعيّ العامّ. ومن هذه الصفات:

1- كونوا زيناً لنا: روي عن سليمان بن مهران قال: “دخلت على الصادق، وعنده نفر من الشيعة وهو يقول: معاشر الشيعة كونوا لنا زَيناً ولا تكونوا علينا شَيناً، قولوا للناس حسنا، واحفظوا ألسنتكم، كفّوها عن الفضول وقبيح القول.

التزيّن باتّباع أهل البيت هو أن يجعلَ الانتساب إليهم وموالاتهم زينة لهم وفخراً بين الناس، ولا زينة أرفع من ذلك، فمن أراد التزيّن بتلك الصفات عليه أن يلاحظ ما خطّته روايات أهل البيت عليهم السلام في وصف الشيعة.

والمعنى المراد بهذا التعبير: كونوا من أهل الورع والتقوى والعمل الصالح، لتكونوا زينة لنا فإنّ حُسْنَ أتباع الرجل زينة له، إذ يمدحونه بحسن تأديب أصحابه بخلاف ما إذا كانوا فسقة، فإنّه يصير سبباً لتشنيع رئيسهم، ويكونون شيناً وعيباً لرئيسهم.

2- الصفات الجامعة: وعن أَبِي أُسَامَةَ زَيْدٍ الشَّحَّامِ قَالَ: لِي أَبُو عَبْدِ اللَّه (عليه السلام): اقْرَأْ عَلَى مَنْ تَرَى أَنَّه يُطِيعُنِي مِنْهُمْ ويَأْخُذُ بِقَوْلِيَ السَّلَامَ.

أ- وأُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّه عَزَّ وجَلَّ، والْوَرَعِ فِي دِينِكُمْ، والِاجْتِهَادِ لِلَّه، وصِدْقِ الْحَدِيثِ، وأَدَاءِ الأَمَانَةِ، وطُولِ السُّجُودِ، وحُسْنِ الْجِوَارِ فَبِهَذَا جَاءَ مُحَمَّدٌ (صلى الله عليه وآله وسلم).

 ب- أَدُّوا الأَمَانَةَ إِلَى مَنِ ائْتَمَنَكُمْ عَلَيْهَا بَرّاً أَوْ فَاجِراً فَإِنَّ رَسُولَ اللَّه (صلى الله عليه وآله وسلم) كَانَ يَأْمُرُ بِأَدَاءِ الْخَيْطِ والْمِخْيَطِ.

 ج- صِلُوا عَشَائِرَكُمْ، واشْهَدُوا جَنَائِزَهُمْ، وعُودُوا مَرْضَاهُمْ، وأَدُّوا حُقُوقَهُمْ، فَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ إِذَا وَرِعَ فِي دِينِه، وصَدَقَ الْحَدِيثَ، وأَدَّى الأَمَانَةَ، وحَسُنَ خُلُقُه مَعَ النَّاسِ، قِيلَ هَذَا جَعْفَرِيٌّ فَيَسُرُّنِي ذَلِكَ، ويَدْخُلُ عَلَيَّ مِنْه السُّرُورُ، وقِيلَ هَذَا أَدَبُ جَعْفَرٍ وإِذَا كَانَ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ، دَخَلَ عَلَيَّ بَلَاؤُه وعَارُه، وقِيلَ هَذَا أَدَبُ جَعْفَرٍ، فَوَاللَّه لَحَدَّثَنِي أَبِي (عليه السلام) أَنَّ الرَّجُلَ كَانَ يَكُونُ فِي الْقَبِيلَةِ مِنْ شِيعَةِ عَلِيٍّ عليه السلام، فَيَكُونُ زَيْنَهَا آدَاهُمْ لِلأَمَانَةِ، وأَقْضَاهُمْ لِلْحُقُوقِ، وأَصْدَقَهُمْ لِلْحَدِيثِ إِلَيْه، وَصَايَاهُمْ ووَدَائِعُهُمْ تُسْأَلُ الْعَشِيرَةُ عَنْه فَتَقُولُ مَنْ مِثْلُ فُلَانٍ: إِنَّه لآَدَّانَا لِلأَمَانَةِ وأَصْدَقُنَا لِلْحَدِيثِ.

– وعن أبي عبد الله (عليه السلام) رواية أخرى قال: “إنّ أصحاب عليّ كانوا المنظور إليهم في القبائل، وكانوا أصحاب الودائع، مرضيين عند الناس، سُهّار الليل، مصابيح النهار.

 – وعن أبي عبد الله (عليه السلام) أنّه قال: ليس من شيعتنا من يكون في مصر يكون فيه مائة ألف ويكون في المصر أورع منه”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى