اراء

ناشئة المستقبل

علي الباوي..

كبوة منتخب ناشئة العراق تحت (17) سنة في منافسات الجولة الثالثة من بطولة غرب آسيا جاءت استكمالاً لسلسلة من الخيبات الكروية التي تلاحقنا منذ زمن، فخسارتنا أمام لبنان لم تكن مُنصفة ولا منطقية وتدل على وجود خلل في بنيتنا الكروية خاصة مع النقص العددي للفريق المنافس.

ناشئتنا هم عماد مستقبل الكرة وهم الجيل الجديد الذي ننتظر بزوغه كي يحقق لنا الانتصارات، وما حدث لنا في الأردن يؤكد ضرورة السعي لمعالجة جذرية، فالفئات العمرية يجب أن تنال اهتمامنا البالغ وإلّا لن يكون لنا أي مستقبل في كرة القدم.

هذا الخروج الغريب من البطولة ليس نهاية المطاف لكنه يدقّ جرس الإنذار كون اللاعب في هذا العمر إما أن يكون نجم المستقبل أو يعود إلى بيته لينسى كرة القدم. لا يمكن لنا المجازفة بمستقبلنا الكروي مع طاقات شبابية غير مؤهلة. علينا كما يفعل العالم كله تربية جيل جديد يكتسب التجربة ويقوي بنيته ممتلكاً الموهبة الحقيقية التي تستحق التعب والمطاولة.

هذه الكبوة ليست نهاية العالم ولكنها تدفعنا للتدقيق والانتباه والبحث عن الظروف التي أدت إلى هذا الخروج المبكر. هناك الكثير من الملابسات التي تحيط بتركيبة هذه الفئة العمرية، لكنّ إعادة النظر وتلافي الأخطاء وضبط إيقاع النمو مهم لغربلة هذه الطاقات الشابة والعبور بالجيد منها إلى مرتبة المنتخب الأول.

أملنا ألّا ننظر إلى ما حدث بخيبة عقيمة، فأحياناً الخسارات تكون محفزاً لعمل جاد وبداية أكثر عمقاً وإصراراً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى