أطراف خاسرة تقود حملات تضليل لمحاولة التأثير على وعي الناخب

مع اقتراب الانتخابات البرلمانية
المراقب العراقي/ سيف الشمري..
كثر الحديث مؤخراً عن إجراء تغيير خارجي على المستوى السياسي في العراق، إلا أنه في قراءة سريعة للأحداث وتوقعات المستقبل، نجد ان المعطيات على أرض الواقع تشير الى خلاف ذلك، خصوصا بعد ان عملت القوى السياسية في العراق على تحصين البلد، والحيلولة دون إيجاد المبررات التي تحاول العبث بأمنه واستقراره.
وسائل إعلام محلية وعربية وشخصيات سياسية مفلسة مازالت تروّج الى التغيير وتعمل من خلال ذلك على إرباك الداخل العراقي، عبر بث الشائعات ومحاولة تصوير الوضع العام بأنه يحمل من الخطورة الكثير، وان هنالك تهديدات خارجية لقلب نظام الحكم، بحسب زعمها.
وتتصاعد تلك التصريحات بالتزامن مع اقتراب موعد الانتخابات، في محاولة للتأثير على عملية المشاركة أو تغيير قناعات الناخب في العملية السياسية، كما ان تلك الأطراف لم تنفك عن تكرار الحديث عن سيناريو التدخلات الأمريكية أو الضربات الصهيونية، التي تنسجها مخيلاتهم وتستخدمها وسائل الإعلام كمادة دسمة لبرامجها السياسية.
ويرى مراقبون، أن هذه التصريحات سواء التي تصدر من شخصيات عراقية معروفة التوجه أو حتى التقارير التي تنشر عبر وسائل إعلام خليجية عن احتمال حصول ضربة صهيونية على العراق، يراد منها التأثير على العملية الانتخابية المزمع إجراؤها في الشهر المقبل، والتي يجري التحضير لها بانسيابية واستعدادات مكثفة، لغرض إنجاحها، كونها هي الباب الأساسي لحدوث أي تغيير منشود سواء في العراق أو أية دولة أخرى، حيث تعتبر العملية الانتخابية، اللبنة الأساسية لإحداث التغييرات في الواقع السياسي والخدمي والأمني، ولهذا لا يمكن حدوث أي تغيير آخر إلا من خلالها.
وحول هذا الأمر، يقول المحلل السياسي محمود الهاشمي في حديث لـ”المراقب العراقي”: إن “مثل هذه التصريحات التي تنقل من بعض وسائل إعلام معروفة، هي غالبا ما تقع في دائرة الدعاية أقرب ممّا تكون على الحقيقة”.
وأضاف الهاشمي، “عندما نريد تحديد اعدائنا، فيجب ان نطرح السؤال التالي، من يريد ضرب العراق؟ وهذا ليس بالأمر الهين ومن الذي يتحدث عن هذا الملف مثلا؟”، لافتا إلى أن الكيان الصهيوني قد نفترض انه ينوي القيام بذلك على اعتبار انه لا يفرق بين دولة وأخرى، ولا يضع أي اعتبارات لما قد يحصل، ولكن ما مصلحة الكيان من ضرب العراق في هذا الوقت؟ خاصة وانه خرج للتو من خسارة كبيرة بسبب معركة طوفان الأقصى والعزلة الدولية التي يعيشها”.
ونوّه الهاشمي إلى أن “البعض يريد من خلال ارسال هذه الإعلانات والدعايات، بقصد ارباك الوضع الداخلي للعراق، بالتالي على الجميع لاسيما وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تجنب الترويج لها وإهمالها”.
ويؤرق الاستقرار السياسي العراقي، العديد من دول المنطقة التي اعتادت على بث وزرع الفوضى في داخله، من خلال وسائل عدة سواء عبر أذرعها التي وظفتها لنشر التصريحات الطائفية والمسيئة أو باستخدام مجاميع الجيوش الإلكترونية التي تمتلك عشرات الصفحات والبيجات الوهمية على مواقع التواصل الاجتماعي، ومهمتها تأجيج الشارع العراقي ومحاولة اختلاق المشاكل الداخلية وفتح جبهات للخلاف بين مكونات الشعب الواحد.



