الإنتاج السينمائي بالعراق.. أسئلة تدور في الفراغ بحثاً عن الأجوبة

المراقب العراقي/ المحرر الثقافي…
طرح المخرج عزام صالح، مجموعة أسئلة، هي لماذا لا نستطيع ان نقدم فيلماً مثل أفلام هوليود أو مصر أو إيران؟ هو هل السبب بالإنتاج أم بالنص أم بالمخرج والفني والممثل؟، هل السبب اننا لا نمتلك الأدوات من كاميرا وغيرها مثلهم أم السبب بالفكرة أو القصة أم السبب رقابة قوية ولا نستطيع البوح والتعبير بحرية أم السبب في النص والمخرج والفني أم اللجان التي تشرف على العملية الفنية هي السبب افتقارنا للقطاع الخاص الذي يتنافس مع بعضه ومع الدولة؟.
وقال المخرج عباس أحمد في إجابة عن هذه الاسئلة: “لأننا لا نفهم السينما بجوهرها، اننا نفكر بعقل ما كان يقدم في مهرجانات النشاط المدرسي، مستوانا السينمائي مستوى دار المعلمين”.
وأضاف في تصريح خص به “المراقب العراقي”: “نحتاج إلى مشاهدة الأفلام كي نتعلم كيف تفكر الشعوب ومبدعوها، كمثال أمير كوستريستا استطاع بأدواته ان يحصل على جائزة كان وهو ابن البوسنة التي تعادل حجم مدينة في العراق، بينما كل الدول العربية لم تحصل على السعفة الذهبية سوى مرة واحدة ومن خلال المخرج الأخضر حامينا.. لا نزال واقعين تحت سطوة الدراما التقليدية المدرسية.. لا نملك متخيلة سينمائية، مازلنا في العراق نعيش مرحلة فيلم “الظامئون” ونعيد تقليده لكن بالشريط الملون”.
من جهته، قال المخرج نجم الخفاجي في تصريح خص به “المراقب العراقي”: ان “هناك العديد من الأسباب وأولها غياب شباك التذاكر وثانيا غياب المنتج الذي يوظف أمواله في السينما وثالثا غياب الكاتب السينمائي الذي يمتلك حرفية كتابة السيناريو السينمائي”.
وأضاف: “هناك أيضا غياب النقد السينمائي الحقيقي واي شخص لا يجازف بقول الحقيقة اثناء المهرجانات، لأنه لا يُستدعى في السنة التالية أو غيره من المهرجانات، فنراه متزلفا مجاملا وهو أصلا بعيد عن النقد وبعضهم مؤرخ ويدعي النقد، فضلا عن غياب المخرج والممثل السينمائي الذي يتعامل مع أدوات السينما وغياب النص والسيناريو السينمائي في العراق”.
فيما قال السينمائي حيدر كاظم المرشدي في تصريح خص به “المراقب العراقي”: أن “ضعف الإنتاج السينمائي ليس نتيجة سبب واحد بل هو تراكم منظومة كاملة من الإخفاقات البنيوية من غياب التمويل المستقر إلى ضعف التعليم السينمائي مروراً بانعدام بنية تحتية إنتاجية وتسويقية وصولاً إلى غياب البيئة القانونية والثقافية التي تحمي حرية الإبداع وتشجع القطاع الخاص على الاستثمار”.
وأضاف: ان “السينما صناعة تقوم على المؤسسة والرؤية والتخطيط طويل الأمد، لا على الجهود الفردية مهما كانت موهوبة، وعندما ندرك أن الفيلم مشروع وطني وثقافي واقتصادي في آن واحد، عندها فقط يمكن أن نقترب من هوليوود أو القاهرة أو طهران”.
على الصعيد ذاته، قال المخرج كاظم حسين في تصريح خص به “المراقب العراقي”: ان “التساؤلات المطروحة تفجر البحث على الأهم من الأسباب الأساسية وحسب فهمي المتواضع بسبب فهم وسياسة ومنهاج الدولة هل هي جادة بتطوير المجتمع وبأية وسيلة أو بعدة وسائل وأهمها السينما والثقافة والفنون وتطوير ذائقة المجتمع، فإذا كانت عندها فلسفة عميقة بتحريك الوسط الثقافي والفني وإيمانها بقدرات وطاقات شبابها، وان تراجع نفسها من خلال هذه التساؤلات وتبني سياسة الدولة للمرحلة القادمة وأهمها مراجعة شركات الإنتاج السينمائي والتلفزيوني وهل آليات منحها إجازة العمل مطابقة لآليات العمل العالمية السينمائية والتلفزيونية من ناحية رأس المال أو امتلاكها لقاعات عرض أو متعاقدة مع شركات التوزيع داخل البلد أو خارجه أو مع التوزيع العالمية ومواصفاتها الفنية والتقنية وجودة ما يحمله الفيلم لينافس الأفلام العربية والعالمية؟”.
وأضاف: ان “شركات الانتاج هي مكاتب لسرقة المنح ولدعم السينما والتلفزيون ولسرقة الفنان وعدم إعطائه حقه بالعقد والتحايل على الفنانين من مخرج وكاتب ومدير تصوير ومصور وإنارة ومونتاج وممثل وممثلة، ويكون الانتاج فقيرا ولا يرتقي العمل الفني لمستوى العالمية”.
وأكمل: “نحن نؤمّن بان العراق فيه طاقات بشرية مبدعة بكل الاتجاهات الفنية، ولكن الضغوط والحرب على تفريغ العراق من طاقاته وتعيين واستخدام العنصر الأضعف فكراً وفناً، ويبقى المبدع عنصر نشاز في لب المؤامرة على العراق”.



