اخر الأخبارالاخيرة

مريم تتحدى الألم وتكمل دراستها بأنبوب حياة

في زمن تتراجع فيه الأحلام أمام أبسط العوائق، تخرج من بين جدران الألم قصة تلهم كل من يسمعها، إنها قصة مريم، الطالبة التي قهرت المرض بإرادة من نور، ورفضت أن تكون ضحية للوجع، لتكمل مشوارها العلمي وتظفر بتخرجها من كلية الإعلام بجامعة بغداد، فيما كان جسدها يخوض معركة يومية بين الحياة والموت.

مريم، الفتاة التي أنهكها المرض حتى صار الأنبوب جزءاً من ملامحها، خاضت رحلة علاج طويلة مليئة بالاختبارات الجسدية والروحية، لكنها لم تسمح لضعفها أن يطفئ شغفها، كانت وجبتها اليومية لا تتعدى البسكويت وكوباً من الشاي، لكنها غذت روحها بالأمل والإصرار، مؤمنة بأن الحياة لا تقاس بطول الأيام بل بقوة ما نحققه فيها.

وتروي مريم تفاصيل معاناتها مع نزيف المعدة واعتلال الأعصاب وشلل القدمين، وكيف أصبحت الحركة بالنسبة لها حلماً بعيد المنال، ومع كل انتكاسة، كانت والدتها الحضن الدافئ والعكاز الذي تسند به خطواتها، تحملها حين تعجز قدماها، وتزرع في قلبها شجاعة المقاتلين.

رحلتها لم تكن سهلة، فبعد لحظات فرحتها بالتخرج، توقف قلبها فجأة وعاد بعد صدمة كهربائية أنقذتها من الموت، لتقضي بعدها ثلاثة أشهر في المستشفى تتغذى عبر كيس خاص، بين أجهزة المراقبة وأنين الألم، ومع ذلك، لم تفقد ابتسامتها، بل خرجت من المستشفى أكثر تمسكاً بالحياة، تواجه الاختناق مرة أخرى، لكنها تواصل طريقها وكأنها تولد من جديد في كل يوم.

قصة مريم ليست مجرد حكاية عن المرض، بل ملحمة عن الإرادة التي تنتصر على العجز، وعن أم صنعت من الحنان دواءً، ومن الصبر جناحين لابنتها.

مريم اليوم مثال للأمل في وجه القسوة، ورسالة لكل من ظن أن الطريق ينتهي عند الألم، أن في الإصرار حياة أخرى لا تقهر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى