مواسير الإعمار واحتمالات الدمار

بقلم: منهل عبد الأمير المرشدي..
قبل أشهر معدودة سقطت إحدى دعائم جسر يُنشأ حديثا في جنوب بغداد ضمن حملة الإعمار وحفظ الله الناس ودفع ما كان هو أعظم وقلنا وقالوا خطأ قد يحصل في مشاريع الإعمار من غير قصد ولا حاجة للتحقيق والتدقيق وسكتنا وسكت الجميع ! شوارع تم إكساؤها حديثا بالإسلفت ضمن مشاريع الجهد الهندسي في محافظة بابل وبعض مناطق شمال بغداد وتفاجأ الناس بانقلاع الإسفلت وتلف الشوارع وقلنا وقالوا أمر بديهي قد يحصل في الكثير من الشوارع لسرعة التنفيذ وحماوة الجد والاجتهاد في مسيرة الإعمار وسكتنا وسكت الجميع .!. أكثر من عشرين اجتماعا شاهدناها لرئيس مجلس الوزراء للجنة إنشاء مترو بغداد بحضور أمين بغداد ونحن نتابع الاجتماعات اجتماع يتلو اجتماعا وتصميم يتبع تصميما وشركة تتلو أخرى حتى وصلت حد البشرى بالتنفيذ وتلاشت الاجتماعات وانتهى الموضوع وقالوا وقلنا قد يكون العمل في مترو بغداد قد بدأ ضمن عملية الحفر المخفي وتبيّن أن الواقع حتى الآن لا مترو ولا حفر ولا شركات ولا هم يحزنون وسكتنا وسكت الجميع !. عشرات المحطات الكهربائية الجديدة تم افتتاحها وعشرات أخرى تم وضع حجر الأساس لها والأخبار تتوالى بمئات الكيلو واطات جاءت وأضيفت ومرّ الصيف وعاد الشتاء والكهرباء هي هي ذات العلّة المزمنة ولم نزل نحتاج المهفّة في ظهيرة الصيف وسكتنا وسكت الجميع ! عشرات المستشفيات والمؤسسات الصحية تم افتتاحها وعشرات أخرى تم وضع حجر الأساس لها والوضع الصحي في البلاد في أسوأ حال وصيدليات المستشفيات فارغة من الأدوية وذاك الطاس وذاك الحمام ..! اليوم وما أدراك ما بعد اليوم حيث تتوالى الأخبار عن تلف المواسير”الانابيب” في حمامات الشقق السكنية في الأبراج التي تم إنشاؤها في شارع مطار المثنى وحمّام يخرُّ على حمام والأسس الساندة للأبراج في قواعدها تفطّرت وتكسرت وتشققت والساتر الله ويا ربي لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه .! لسنا بقاصدين للإساءة الى حملة الإعمار التي شهدتها بغداد والمحافظات العراقية ضمن حملة إعمار حكومة الخدمات والتي فرحنا بها واستبشرنا بها خيرا وتأملنا الشروع في مرحلة جديدة ولكن رغم ما تردد وما قيل عن عملية غسيل الأموال في المشاريع التي تم إنجازها بملكيتها الى رؤساء كتل وأحزاب سياسية والبعض ممن اُدينوا بسرقات المال العام وقلنا وقالوا ( خليها سكتة يا لفته ) وسكتنا وسكت الجميع ولكن أن تكون مشاريع الأبراج السكنية في بغداد مشاريع موت مؤجل واحتمال كارثة محتملة في أي لحظة أو أن تكون الجسور مشاريع كوارث لا نعرف من سيدفع عن بلائها غير الله تعالى ! غير هذا وغير ذاك ثمة أمر مخيف عن معلومات تشير الى إفلاس الخزينة وتأخير صرف الرواتب وحفظ الله لنا النفط الذي لو توقف تصديره أسبوعا واحدا فقط لا غير ستكون الدولة في خبر كان منصوبة وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة على آخرها والسلام .



