مقاهي القطط في بغداد.. تجربة تجمع بين الرحمة والمرح

في زاوية هادئة من أحد مقاهي بغداد، تستريح قطتان سوداوان خلف زجاج واجهة أنيقة، وسط أجواء دافئة تملؤها مقاعد ملونة ومنحوتات تعكس حب القطط، هذه المقاهي التي بدأت تنتشر في العاصمة مستوحاة من تجارب آسيوية وغربية، تقدم أكثر من مجرد قهوة، فهي تجمع بين الترفيه ونشر ثقافة الرحمة تجاه الحيوانات.
حنين، شابة في العشرينات من عمرها، تحولت من مجرد هاوية لإنقاذ القطط المشردة إلى مؤسسة مشروع إنساني وتجاري يحمل اسم “بشونة”.
يقول والدها : “بدأ الأمر كهواية، ثم قررنا تأسيس مشروع يهدف إلى نشر التعاطف مع القطط ومواجهة ظاهرة إيذائها في الشوارع”.
يعمل المقهى كمساحة آمنة للأطفال للتفاعل مع القطط، حيث يتعلمون من خلال اللعب كيف يكون العطف والرعاية، ما يعزز لديهم قيم الرحمة منذ الصغر.
ويضيف والد حنين: “نبيع الشعور وليس السلعة، نمنح الزوار فرصة تجربة التفاعل مع القطط لمن لا يستطيع اقتنائها في منزله لأسباب صحية أو اجتماعية، كما نرى في هذا المشروع تعزيزا لشعور الأمومة لدى الفتيات”.
يضم مشروع “بشونة” حاليا أكثر من 230 قطة موزعة على فروع متعددة في بغداد، مع خطط للتوسع في المستقبل. ورغم تحديات الرعاية اليومية والتكاليف المرتفعة، يرى المؤسسون أن حب الناس وتفاعلهم مع هذه الكائنات هو المكافأة الحقيقية للمشروع.



