إقصاء المدربين

بقلم/ د. عدنان لفتة..
مع أن دوري نجوم العراق لم تمضِ عليه سوى أربع جولات فقط، إلا أن أخبار المدربين العاملين فيه لا تبشّر بخير، طالما أن أرواح المدربين وأنفاسهم بيد إداراتهم التي لا تصبر على الخسارات ولا تقف مع من اختارتهم هي لقيادة فرقها.
آخر الانقلابات التدريبية كانت في نادي الكرمة بتعاقده مع المدرب الإسباني أنطونيو كازورلا، القادم من دوري روشن السعودي، لقيادة الفريق في المرحلة المقبلة خلفاً للمدرب المقال أحمد خلف. وعلى الخط ذاته، سمّت إدارة نفط ميسان المدرب حسن أحمد، بدلاً من الأردني عبد الله أبو زمع الذي لم يوفق مع الفريق.
النجف سمّى علي عبد الجبار، مدرباً جديداً بعد إنهاء عقد المصري محمد عظيمة، والزوراء استعان بالمصري عماد النحاس بديلاً لعبد الغني شهد الذي يتوقع أن يتوجه إلى دهوك لتولي مهام فريقها.
الإدارات هنا تدين نفسها وتعترف بأن قرارات تسميتها للمدربين خاطئة تماماً، مع أن المنطق الحقيقي يفرض وجود جهاز فني في كل نادٍ، لوضع سياسات فنية ناجحة تؤسس للاستقرار التدريبي ورعاية المواهب والفرق في مختلف الفئات، ويقيناً أن أي تعثر آخر في هذه الأندية ربما يقود إلى تغييرات لاحقة تزيد من عدد المدربين المقالين في البطولة.
الواقع التدريبي لا يبعث على الاطمئنان كونه يمثل عبثاً بالاستقرار الذي نبحث عنه في المسابقة الطويلة المنتظر منها مستويات إيجابية تبرهن على احترافيتنا وتطورنا الإداري والفني. الإدارات في حقيقة عملها وقرارات تغييرها للمدربين خوفاً من غضب مشجعيها، لا تقدم صورة مثالية في التعامل الفني أو حتى النفسي، فهي تضع أمورها تحت رحمة المتحكمين بها من روابط المشجعين، لأنها تعرف أن إبقاءها على المدربين قد يحوّل الأنظار إليها، لتبدأ الصيحات ضدها والمطالبات باستقالاتها، المدربون قد يكونون الضحية أحياناً، لكنهم يتحملون جانباً كبيراً من المسؤولية عندما يتعاقدون مع أندية كبيرة، ويفشلون في تسويق أنفسهم، وتقديم أفكارهم كمدربين من العيار الثقيل، لذا يقع اللوم عليهم بدرجة أكبر، لأنهم ضيعوا فرصاً لبناء أسمائهم وتأكيد براعتهم في عالم التدريب.



