الجمهورية الإسلامية تتوجه لبناء شبكة من المدن الصاروخية المحصنة

تواصل الجمهورية الإسلامية وبشكل متسارع تطوير أنظمتها الدفاعية والهجومية تحسباً لأي عدوان قد يستهدفها من قبل قوى الاستكبار العالمي، الامر الذي دفعها الى بناء شبكة من القواعد والمدن الصاروخية المحصّنة تحت الأرض.
ووفقًا لتقارير نشرها عدد من الخبراء الإيرانيين، فإن طهران شرعت بهذا المشروع مباشرة بعد انتهاء حرب الاثني عشر يومًا، والتي تكبدت فيها إسرائيل خسائر فادحة نتيجة الضربات التي وجهتها إيران لتل ابيب، وهو ما دفعها الى تحصين صواريخها ودعمها لتكون اداة ضغط تجبر الكيان الغاصب على وقف عملياته العدائية ضد الجمهورية.
الصور الفضائية التي نشرتها الوكالات الإيرانية أظهرت بوضوح عمليات إصلاح وتوسيع في بعض القواعد غربي إيران، وهو ما يعزّز التقارير التي تؤكد توجه طهران نحو تشييد ما لا يقل عن ست مدن صاروخية جديدة داخل الجبال، تضم مداخل متعددة وأنظمة تحصين خرسانية متطورة. هذه القواعد، بحسب المصادر، ستضاعف القدرة الصاروخية الإيرانية الهجومية ثلاث مرات بعد استكمال إصلاح القواعد المتضرّرة.
وتشير مصادر إلى أن طهران تسعى من خلال هذه التحصينات إلى تأمين قدرة رد فوري في أي مواجهة مقبلة، لا سيّما أن القواعد الجديدة ستكون قادرة على إطلاق صواريخ باليستية وفرط صوتية، إضافة إلى الطائرات المسيّرة. وتؤكد التقارير أن هذه المنشآت مصممة بحيث تبقى مخفية تحت الجبال، دون أية منشآت سطحية واضحة، ما يصعّب مهمة سلاح الجو الإسرائيلي في رصدها أو استهدافها.
وتبرز قاعدة حاج آباد، القريبة من مضيق هرمز، كنموذج لهذا النوع من القواعد المحصّنة التي تضم عدة مداخل وبوابات إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة، ما يجعلها قادرة على شنّ هجمات متعددة الاتجاهات في حال اندلاع أي صراع، ويمنح إيران ورقة ضغط استراتيجية على حركة الملاحة في المضيق الحيوي.
وفي الوقت نفسه، تكشف صور أقمار صناعية صينية عن تحصينات مضاعفة في مداخل بعض القواعد مثل قاعدة كرمنشاه، حيث أضافت طهران جدران خرسانية سميكة ونظم حماية داخلية لتقليل تأثير أي ضربة مباشرة، بما يسمح للقواعد بمواصلة العمل حتى في حال تعرضها لهجمات.
تجدر الإشارة إلى أن قاعدة أصفهان الصاروخية – التي تضم منشآت لتخصيب اليورانيوم – لم تُعطّل بالكامل خلال الحرب الأخيرة رغم استهدافها المتكرر، وهو ما اعتبره محللون دليلاً على نجاح النمط الجديد من التحصينات الجبلية. ويرجّح هؤلاء أن استمرار تطوير مثل هذه القواعد قد يمهّد الطريق أمام طهران لبلوغ مرحلة متقدمة في برنامجها النووي، وربما إنتاج قنبلة نووية يمكن تزويد الصواريخ بها، خصوصًا في ظل التعاون التقني المتزايد مع روسيا وكوريا الشمالية.



