مخالفة “الأولمبي” التنظيميّة!

بقلم/ سامر إلياس سعيد..
أثار قرارُ الاتحاد الآسيوي لكرة القدم تغريمَ الاتحاد العراقي مبلغ ألف دولار بسبب تأخّر دخول المنتخب الأولمبي إلى أرض الملعب في مباراته أمام منتخب كمبوديا، التي جرت الشهر الماضي ضمن تصفيات كأس آسيا تحت 23 عامًا، أثار ردود فعل متباينة، إذ اعتبر الاتحاد الآسيوي ذلك التأخير -رغم قِصر مدّته- مخالفة تنظيميّة تستوجب العقوبة، كونها تمسّ بروح الانضباط والالتزام التي تُعدّ من أساسيّات العمل الكروي.
إن احترام الوقت والالتزام بالمواعيد المحدّدة من قبل الاتحادات القاريّة والدوليّة يُعدّ معيارًا أساسيًّا يعكس مدى التزام الفرق والمنتخبات بلوائح التنظيم، التي تضبط إجراءات دخول اللاعبين إلى أرض الملعب، والمراسيم المصاحبة لانطلاق المباراة، بما في ذلك حضور قائدي الفريقين أمام الطاقم التحكيمي لتبادل الهدايا التذكاريّة وتحديد الفريق الذي سيبدأ بالركلة الافتتاحية.
هذه التفاصيل الدقيقة تعبّر عن روح الاحترام المتبادل بين المتنافسين، وتُظهر الوجه الحضاري لكرة القدم البعيدة عن التشنج والمغالاة في التنافس.
لقد حدّدت الاتحادات الدوليّة إجراءات دقيقة للدخول إلى أرض الملعب ومغادرتها، مرورًا بالتحيّة الختامية للطاقم التحكيمي. ومع ذلك، تظهر أحيانًا سلوكيّات سلبيّة من بعض الفرق عبر إحداث الفوضى أو الامتناع عن المصافحة أو الاعتراض غير اللائق، وهو ما يتنافى مع قيم الرياضة. لذلك جاءت اللوائح الصارمة التي تفرض غرامات وعقوبات بحق المخالفين، لضمان ترسيخ قيم الانضباط والاحترام داخل الملاعب.
ولا شك أن المنتخب الأولمبي العراقي قدّم مستويات متميّزة في التصفيات الأخيرة، لكنّ المخالفة التنظيميّة الأخيرة تثير تساؤلات حول مسؤوليّة التأخير في دخول اللاعبين، وهي مسؤوليّة تقع بالدرجة الأولى على إداري الفريق، إلى جانب المدرّب الذي ينبغي أن يختتم تعليماته في الوقت المحدّد لضمان جاهزيّة اللاعبين ودخولهم في الموعد الرسمي.
إنّ الانضباط في هذه التفاصيل ليس شكليًّا فحسب، بل هو انعكاسٌ للثقافة الاحترافيّة التي يجب أن يتسم بها اللاعب والإداري على حدّ سواء.
وعادةً ما تخضع البطولات القاريّة لمعايير صارمة في التنظيم والانضباط، لذا من الضروري أن يتمتّع الإداريون بمعرفة دقيقة بتلك التعليمات لتجنّب وقوع المنتخبات، خصوصًا العمريّة منها، في مثل هذه المخالفات. فاللاعب الشاب الذي ينشأ على احترام المواعيد والانضباط يرسّخ في ذاته قيم الاحتراف المبكّر، ممّا يعزز سُمعته وسُمعة بلده.
ويبقى على الاتحاد العراقي اختيار إداريين أكفاء قادرين على ترسيخ هذا النهج والالتزام بلوائح البطولة، ليظهر المنتخب العراقي دومًا بمظهرٍ يليق بتأريخه واحترامه لقوانين اللعبة.



