اخر الأخبارالمراقب والناسالنسخة الرقميةتقارير خاصةسلايدر

مدارس “المزرعة” متهالكة وأولياء الأمور يجمعون “تبرعات” الإعمار

مهددة بالسقوط في أي لحظة


المراقب العراقي/ يونس جلوب العراف…
يُعد الفساد الذي تعانيه أغلب مؤسسات الدولة واحداً من أبرز التحدّيات التي تواجهها المؤسسات التعليمية، إذ إنّ تأثيراته بدأت تتفاقم باستمرار من خلال النقص الكبير بأعداد المدارس، والاضطرار إلى الدوام المزدوج فيها، وعدم تجهيزها بالمستلزمات الدراسية من كتب ومقاعد وسبّورات وغير ذلك، ما اضطر الكثير من الأهالي إلى تحمّل أعباء توفير مقاعد وكتب لأبنائهم والأدهى من ذلك هو ما وصلنا من قيام أهالي إحدى نواحي مناطق واسط بجمع تبرعات من قبلهم لإعمار مدرسة منطقتهم المتهالكة من أجل أن لا يترك أبناؤهم الدراسة .
الرسالة التي وصلت الى ” المراقب العراقي ” أعادت الى الاذهان ما حدث في العام الدراسي الماضي عندما أثار انهيار جزء من سقف مدرسة في محافظة واسط جنوبيّ العراق، موجة انتقادات للإهمال الحكومي لملف إعمار المدارس في البلاد، وسط مخاوف من قبل أولياء أمور الطلاب على حياة أبنائهم، الذين حمّلوا الحكومة مسؤولية ذلك، منتقدين عدم تقديمها حلولاً للملف وهذه الحالة بحسب المتبرعين تمثل حلا وسطا ومحاولة للهروب الى الامام بدلا من انتظار قيام وزارة التربية بعملية الإعمار أو انتظار الانهيار في إحدى موجات الامطار في الشتاء الجديد.
وقال المواطن خالد حمد إن “من الأمور المؤسفة اعتماد الحكومات المتعاقبة في العراق على كثير من المدارس المتهالكة التي أُنشئت في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، ولم تشهد أية أعمال ترميم وإدامة بعد عام 2003، وهو ما سبّب تكرار الانهيارات في السقوف والجدران ولا غرابة أن تقع المدرسة في أي لحظة ولاسيما نحن مقبلون على موسم الامطار الذي قد يطيح بها في أي لحظة إن لم يتم تدارك الامر”.
وأضاف:ان” قيامنا بجمع التبرعات عبر الإنترنت ومن خلال المعارف والاصدقاء في منطقة المزرعة بمحافظة واسط من أجل إعمار مدرسة الشمائل الابتدائية خير من انتظار وقوع الصفوف المبنية من البلوك على رؤوس الطالبات “.
من جهته قال المدرس أحمد غازي إن “ملف المدارس المتهالكة خطير للغاية فهناك عشرات المدارس عرضة لوقوع حوادث مشابهة لما جرى في العام الماضي بسبب وجود تشققات في الجدران والأسقف، لذلك من المفترض منع استخدام تلك المدارس لأنها تمثّل خطراً على حياة الطلاب والمعلمين وأنا أؤيد فكرة جمع التبرعات وسأكون من المتبرعين إن لم تتحرك تربية واسط من أجل تدارك الموقف “.
وأشار إلى أنّ ” شكاوى كثيرة نتلقاها من أولياء أمور الطلاب، وكنا في كل مرة نحيلها إلى الجهات المسؤولة ولكن الشيء الذي يحز في النفس هو عدم استجابة الحكومة ووزارة التربية لتلك الشكوى والمطالبات بإيجاد حلول بديلة، والتعذر بموضوع التخصيصات المالية الضعيفة وغير ذلك”.
من جهته، عبّر أولياء الأمور في محافظة واسط، عن مخاوفهم من إرسال أبنائهم إلى المدارس التي لا تتوفر فيها شروط الأمان وقال حسن كاظم “لا أعرف كيف أرسل أبنائي الثلاثة إلى المدارس بعد هذه الحادثة. لا تتوفر شروط سلامة فيها، معظمها متهالكة ولا تصلح للدراسة”.
وشدّد على أنّ “الحكومة يجب أن لا تكون مهتمة فقط بالدعاية الانتخابية وتتركنا لمواجهة مصيرنا من دون حلول، لا نستطيع إرسال أبنائنا إلى مدارس أهلية بسبب الكلف المادية المرتفعة، ولا نستطيع أن نعطلهم عن الدراسة، لذا نحن مجبرون على إرسالهم إلى مدارسهم المتهالكة بكل الأحوال”، مُحمّلاً الحكومة “مسؤولية المحافظة على حياة الطلاب”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى