اخر الأخبارالنسخة الرقميةتقارير خاصةسلايدر

كتائب حزب الله تحذر من فخاخ المخادعة الأمريكية وتعول على حكمة قادة المقاومة

صفقة ترامب احتلال موطد بدماء غزة


المراقب العراقي / سداد الخفاجي..
بعد حرب دامية شنها الكيان الصهيوني بدعم مباشر من أمريكا على غزة وتحديداً ضد المقاومة الإسلامية، استمرت أكثر من عامين وما زالت متواصلة لغاية يومنا هذا، استخدم فيها العدو جميع الأسلحة المحرمة دولياً وارتكب خلالها مجازر وإبادة جماعية بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وراح ضحيتها آلاف الشهداء، ودُمرت خلالها البنية التحتية لمدينة عانت كثيراً من العدوان الصهيوني، خرجت الولايات المتحدة برئاسة المجرم ترامب قبل ثلاثة أيام لتعلن عن خطة لوقف القتال في قطاع غزة المنكوب، بعد فشل جيش الاحتلال في تحقيق أهدافه، لتكون هذه الخطة بمثابة طوق نجاة لإسرائيل ونتنياهو، وفي نفس الوقت محاولة أمريكية لتلميع صورة إسرائيل الملطخة بالدماء بعد أن انقلبت عليها غالبية الدول وجعلتها تعيش عزلة دولية غير مسبوقة.
خطة إنهاء الحرب في غزة حتى لو نجحت بوقف العمليات الوحشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني إلا أنها لا يمكن أن تحسن صورته أمام العالم، ولا توقف خطته التوسعية للسيطرة على منطقة الشرق الأوسط، إضافة الى أنها لن تكون آخر معركة، سيما أنها تريد القضاء على المقاومة الإسلامية بشكل كامل في المنطقة، والرضوخ للمفاوضات جاء بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدها العدو خلال معركة طوفان الأقصى، وهو ما يدعو قوى المقاومة الى البقاء على استعداد لإفشال مخططات جديدة قد تحاك في الغرف المظلمة خلال المرحلة المقبلة.
المفاوضات ووقف القتال يُعتبران بمثابة “استراحة مقاتل” لقوى المقاومة الإسلامية في المنطقة، لكنها بنفس الوقت ستُبقي يدها على الزناد لإفشال أي مخطط توسعي يهدف الى إخضاع المنطقة لسيطرة الكيان الصهيوني، إضافة الى أنها فرصة لإعادة ترتيب الأوراق والتهيؤ للنزال الأكبر والقضاء على قوى الاستكبار وإعلان التحرير، وهو ما يدعو البلدان العربية والإسلامية الى التضامن والتوحد ضد العدو الأكبر خاصة بعد أن طال إجرامه غالبية البلدان في المنطقة.
المقاومة الإسلامية كتائب حزب الله أصدرت بياناً أدانت فيه المجازر التي ارتكبها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، رافضة أن يُنصِّب الجلاد نفسه حَكماً ويدّعي إنصاف شعب وهو قد تفنّن في تعذيبه وقتله وتشريده.
وذكرت الكتائب في بيان : أن “الإدارة الأمريكية بعد أن تمادت في دعمها الإجرامي اللامحدود للتوحّش الصهيوني بارتكابه الإبادة بحقّ الشعب الفلسطيني الأعزل، يطلّ ترامب الراعي الرسمي للكيان بمبادرة مليئة بالفخاخ، بل وأكثر تطرّفا من طروحات المجرمَينِ بن غفير وسموتريتش”.
وأضافت أن ” من غير المعقول أن يُنصّب الجلاد نفسه حَكماً ويدّعي إنصاف شعب وهو قد تفنّن في تعذيبه وقتله وتشريده بعد قرابة السنتين من المجازر المستمرة والعدوان الوحشي الذي لم يُبقِ حجراً ولا بشراً، ولم يترك للإنسان الفلسطيني سوى الكرامة المضرّجة بالدماء”.
وأكمل البيان حديثه بالقول: “إننا في كتائب حزب الله نثق بحكمة وحنكة قادة المقاومة الفلسطينية في تحويل هذا التهديد إلى فرصة لترسيخ الصمود، ونؤمن بأن صبر الشعب الفلسطيني سيقوده إلى سبل الاستقلال والتحرير، وبه يُبطل مكر الأعداء ويُسقط رهاناتهم على تصفية القضية الفلسطينية”.
واختتمت المقاومة الإسلامية كتائب حزب الله بيانها بالقول: “على الدول العربية والإسلامية أن ترتقي إلى مستوى مسؤولياتها في هذا الوقت العصيب، وتقف مع الشعب الفلسطيني وقفة حق، لتُعينه على تحقيق مطالبه المشروعة، إكراماً لتضحياته، وصوناً لكرامته، وعرفاناً لحقوقه المشروعة في العيش الكريم على أرض أجداده”.
ويرى مراقبون أن ترامب ونتنياهو قبلا مُكرهَينِ بالمفاوضات بعد الفشل الذريع في تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد، لكن هذا لا يعني أن المشاريع التوسعية ستتوقف عند هذا الحد بل إن دول الاستكبار ستجدد جرائمها ضد شعوب المنطقة في أي فرصة تُسنح لها، وهو ما يدعو قوى المقاومة الإسلامية للبقاء في وضع الاستعداد والتأهب لأي عدوان قد يُشن.
وحول هذا الموضوع يقول الكاتب والمحلل السياسي جمعة العطواني خلال حديثه لـ”المراقب العراقي” إنه “حتى مع قبول المفاوضات مع حماس إلا أن سياسة أمريكا وإسرائيل لن تتغير، والمعركة ستبقى قائمة ما دامت المقاومة الإسلامية موجودة”.
وأضاف العطواني أن “وقف إطلاق النار يمثل إجهاض مشروع نتنياهو بشكل كامل إذا ما أخذنا في نظر الاعتبار سقف طموح إسرائيل سابقاً وهو القضاء على المقاومة الإسلامية بشكل كامل وليس نزع سلاحها، وتهجير سكان غزة وضمها الى المستوطنات الصهيونية”.
وأشار الى أن “حجم الخسائر التي قدمتها إسرائيل خلال مواجهة حماس وحزب الله وبقية القوى الأخرى في اليمن والعراق، فضلاً عن حرب الـ12 يوماً أرغمها على قبول المفاوضات لكن هذا لا يعني التخلي عن المخططات التوسعية وعن العداء لكل من يحاول أن يفشل أهدافها”.

يُذكر أن حركة حماس أكدت أنه رغم موافقتها على وقف إطلاق النار إلا أنها ستكون شريكة في غزة ولن تتخلى عن حقوقها، وهذا يعني أن الطموح الصهيوني لن يتحقق في ضم غزة إلى إسرائيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى