شوارع تُبلط دون بنى تحتية وتُسلم لقمة سائغة للغرق

تُهدر عليها المليارات
المراقب العراقي /يونس جلوب العراف…
لا أحد يُنكر الجهود المبذولة من قبل الحكومة في حملاتها لتبليط الشوارع في مناطق مختلفة من العاصمة والمحافظات، لا سيما في الأقضية والنواحي الطرفية، تحت شعار تحسين الواقع الخدمي والعمراني في المناطق المحرومة، لكن الذي يحدث أن هذه الشوارع أصبحت تبلط دون أن تقوم الجهات المعنية بإنشاء مجاري تصريف الأمطار وهو ما يعني أنها ستكون مهددة بالغرق في موسم الشتاء الذي دخلنا فيه ، وهذه الحالة موجودة في عدد من المناطق دون وجود رقابة حقيقية من الجهات المختصة .
في المقابل تقول الجهات المشرفة على هذه المشاريع إن الأعمال تتواصل على مدار الساعة في بعض المشاريع، وإنها تُجري متابعة ميدانية مكثفة لضمان إنجاز المشاريع ضمن المواصفات والتوقيتات المحددة ،وإنها ضمن خطط شاملة لتطوير البنى التحتية للشوارع المتهالكة ،وأن هذه المشاريع ستُحسن من مستوى الخدمات بشكل كبير، ووسط ذلك يدور المواطن في فلك التساؤلات عما يجري في هذه المشاريع دون أن يجد لذلك جوابا على الرغم من أن مبالغها تقدر بالمليارات ، فيما يرى آخرون انها إحدى وسائل الدعاية الانتخابية لاسيما أن الكثير من المسؤولين عن المشاريع هم من المرشحين الى انتخابات مجلس النواب.
وقال المهندس علي جمعة إن ” أعمال التبليط كانت مستمرة خلال المدة الاخيرة وتصاعدت وتيرتها مع اقتراب موعد الانتخابات وهو ما يعطي انطباعا أن الكثير من هذه الاعمال في الطرق داخل المدن وأطرافها يدخل ضمن إطار الحملات الانتخابية لاسيما أن وجود العديد من المسؤولين عن هذه الحملات هم مرشحون مثل أمين بغداد ومديرين عامين في الدوائر الخدمية “.
وأضاف: إن” المبالغ المصروفة على حملات التبليط تقدر بالمليارات وهذا أمر طبيعي ، لكن الغريب في الأمر أنها تنفذ بطريقة غير مهنية فالكثير منها كما هو الحال في بعض شوارع مدينة الصدر قد تم تبليطها دون الاهتمام بناحية مهمة جدا وهي مجاري تصريف الامطار وهو ما يدعو الى الاستغراب والسخرية من بعض المواطنين في هذه المناطق ويمكن للآخرين الاطلاع على ذلك عن قرب إن زاروا هذه المناطق “.
وأشار الى أن” الاصوات المطالبة بإنهاء الفساد المالي والاداري سوف تتعالى مع أول زخة مطر قوية نتيجة عدم وجود إنجاز تنطبق عليه المواصفات القياسية للمشاريع المنفذة خلال الفترة الحالية”.
من جهته قال المواطن محمد جاسم : إن” الفساد موجود في جميع حملات تبليط الشوارع داخل مناطق مختلفة والشعار المرفوع هو تحسين الخدمات وقد تم إنجاز نسبة كبيرة من أعمال تبليط الشوارع تحت هذا الشعار ولكن هناك العديد من الملاحظات على تلك الحملات التي تقول الجهات المنفذة إنها ستحسن من مستوى الخدمات بشكل كبير”.
وأضاف: إن” موسم الامطار قد دخلنا فيه وهو الكفيل بإظهار عيوب الاعمال الاخيرة التي تُنفذ في العديد من المناطق سواء في العاصمة أو في المحافظات، فمن يشاهد ما تقوم به بعض الشركات المنفذة يدرك تماما أن هذه الاعمال هي “تمشية حال” لعبور مرحلة الانتخابات التي أصبحت على الأبواب”.



