نواة مقاومة جديدة تفتح النار على التوغل الصهيوني وتهدّد عصابات الجولاني

ضربات نوعية تشعل جبهة سوريا
المراقب العراقي / سداد الخفاجي..
بعد سقوط نظام الأسد في سوريا، وسيطرة الجماعات الإرهابية المتطرفة على المشهد هناك، لم يتوقع أكبر المتفائلين أن تعيش دمشق عصراً ذهبياً أو على الاقل سيناريو أفضل من مرحلة الأسد، وجميع المؤشرات أكدت أن سوريا ذاهبة الى الاقتتال والانقسام والتفكك، والحرب الاهلية، لأن من وصل الى سُدة الحكم هم جماعات تربت على القتل والفوضى، ولا تعرف معنى السلام والدولة، ولا تؤمن بالتعددية، فضلاً عن أن أمريكا وإسرائيل هما الراعيان لعصابات الجولاني، وأن مشروعهما ليس بناء سوريا جديدة بل لتقوية وتوسيع نفوذ الكيان الغاصب بالمنطقة.
ومع تسلم المجرم الجولاني وعصابته الإرهابية الحكم في سوريا عمدوا الى إثارة الفوضى والنعرات الطائفية بين أبناء البلد، وفقاً لسيناريو مُعدٍّ سلفاً من الكيان الصهيوني، فقد شنت هذه العصابات حملة إبادة ضد الشيعة والعلويين وارتكبت مجازر بحقهم وما زالت مستمرة لغاية يومنا هذا، بالإضافة الى فتح جبهة مع الدروز، فضلاً عن عمليات تصفية في جميع أنحاء سوريا، ما حولتها من بلد آمن ومستقر الى مكان للفوضى والقتل وملاذ للجماعات المتطرفة، التي تشكل خطراً على المنطقة برمتها وليس على سوريا فقط.
لم تقف عصابات الجولاني عند هذا الحد فقد شرعت الأبواب أمام جيش الاحتلال الصهيوني ليفرض سيطرته على ما يريد من الأراضي السورية، دون أن تكون لها ردة فعل على التمدد الإسرائيلي، الامر الذي ولد غضباً لدى الكثير من الجهات الوطنية التي ترفض حكم العصابات لبلدها، وتدعو الى الوقوف بوجه المخططات الغربية في سوريا والدفاع عن تأريخ هذا البلد العريق قبل فوات الأوان.
وكما يقال لكل فعل ردُّ فعل، فقد تشكلت في سوريا نواة لمقاومة مسلحة ضد عصابات الجولاني تدعى بالمقاومة الوطنية السورية، والتي تبنت الوقوف بوجه الانتهاكات التي ارتكبتها عصابات الجولاني أو ما سمتها بـ”حكومة الامر الواقع”، كما نفذت عمليات على نطاق محدود ضد جماعة الجولاني، للضغط عليها من أجل إيقاف عمليات التصفية في الساحل السوري، وحذرت حينها بعمليات أوسع في حال استمرار المجازر وعمليات التصفية الطائفية.
يشار الى أن المقاومة الوطنية السورية حذرت يوم أمس الإثنين ما أسمته سلطات الجولاني من أن ملاحقة المجاهدين في السويداء والقنيطرة ستؤدي الى عواقب خطيرة، وستكون لها ردة فعل لا تتوقعها حكومة الأمر الواقع في سوريا، الامر الذي فسره الكثير من المراقبين بأن الأيام المقبلة ستشهد تصاعد دور المقاومة كردة فعل على ما يحدث من انتهاكات هناك.
وحول هذا الموضوع يقول المحلل السياسي إبراهيم السراج لـ”المراقب العراقي” إن “فكرة المقاومة تتولد دائماً داخل الشعوب المظلومة، وبالتالي فأن ما يرتكبه الجولاني وعصابته من مجازر يمكن أن يولد انفجاراً شعبياً يغير المعادلة السياسية في سوريا”.
وأضاف السراج أن “المجتمع الدولي يدعم عصابة الجولاني إلا أن هذا لا يمنع من تشكيل مقاومة وطنية ضده، لكن الانتهاكات ستدفع في الأخير الى تشكيل نواة مقاومة تقف ضد سياسات الجولاني من القتل والاغتصاب والتصفية الجسدية الطائفية”.
وأشار الى أن “النظام في سوريا هو نظام هجين رعته أمريكا، وفي أي لحظة يمكن أن تنهار هذه العصابات لأنها بعيدة عن السلم والحكم، ولا تعرف سوى الفوضى والقتل، منوهاً بأن هناك حراكاً من هنا وهناك يدل على وجود مقاومة سورية قد تكشف عن نفسها بصورة أكثر خلال الأيام المقبلة”.
وأوضح السراج أن “العلويين مؤهلين لأن يشكلوا جبهة مقاومة تقف بوجه ما يحدث في سوريا، خاصة أنهم لا تربطهم أية علاقة مع الكيان الصهيوني، وقد تنضم اليهم جهات سنية وطنية لا ترغب بحكم العصابات”.
وبحسب مراقبين فأن من الطبيعي أن تكون هناك ردود فعل وطنية سورية على هذا التطور المأساوي الذي تعيشه، فلا يمكن تجاهل حالة الفوضى الأمنية، والمجازر التي وقعت في الساحل الشمالي واستهدفت العلويين، أو في السويداء ضد بعض أبناء الطائفة الدرزية، ما يشير الى أن سوريا متجهة للسقوط في مصيدة الفتنة الإسرائيلية التي جرى بناؤها بإحكام، فسوريا باتت منزوعة المخالب والأنياب، ومنفصلة كليا عن محيطها العربي والإسلامي المقاوم وراضخة للإملاءات الأمريكية والإسرائيلية دون مقابل.



