واشنطن تهاجم الاقتصاد العراقي عبر تصريحات إعلامية مشوهة

في محاولة لخلق بيئة رافضة للاستثمار
المراقب العراقي/ أحمد سعدون..
تتعمد السياسة الأمريكية في العراق، استخدام ذريعة الوضع الأمني، لتشويه صورة العراق داخليا وخارجيا، وخلق انطباع سلبي عام حول واقع الأمن والاستقرار، وترمي مسؤولية الوضع الأمني على عاتق “الفصائل” كما يسميها المسؤولون الأمريكان، حيث يتم تصوير هذه الفصائل التي تعد جزءاً لا يتجزأ من النسيج الوطني ومقاومة الاحتلال والتدخل الأجنبي على انها قوى مزعزعة للأمن تعيق الاستثمار وتعرقل التنمية الاقتصادية، في مسعى لإضعاف سمعة الفصائل الوطنية بل الى تبرير استمرار التدخل الأمريكي في العراق وفرض شروط اقتصادية وسياسية تضمن هيمنتها على ثروات العراق وتقويض سيادته الوطنية.
مراقبون أكدوا، ان استخدم واشنطن خطاباً رسمياً وعبر سفارتها في بغداد من خلال ما يسمّى بمستشارها الاقتصادي بوجود فصائل مسلحة مرتبطة بقوة أجنبية يشكل تهديداً مباشراً للاستثمار، ما هو إلا خطاب استفزازي يصور العراق كدولة فاشلة غير قادرة على فرض سيادتها أو حماية بيئتها الاستثمارية، وبذلك ينقل رسالة ضمنية الى المستثمرين الأجانب مفادها، ان العراق بيئة غير مستقرة وغير جديرة بالثقة، مما يبرر عزوفهم عن الاستثمار فيه.
وأضافوا، ان السياسة الامريكية تهدف الى افشال الاقتصاد العراقي بشكل ممنهج، من خلال تعطيل فرص الاستثمار وعدم جذب رؤوس الاموال وخلق بيئة من التشكيك والقلق حول استقرار العراق من خلال التجني على دور المقاومة التي ترفض ان يكون العراق ساحة تابعة للهيمنة الأمريكية، مبينين، ان هذه الصورة السلبية تستخدم أيضا كورقة ضغط تمارسها واشنطن على الحكومة العراقية، من أجل الهيمنة على السوق الاستثمارية ومنع أية دولة أجنبية تنافسه في ذلك.
وأشار المراقبون الى ان تشويه صورة المقاومة لا يعد فقط جريمة سياسية ضد العراق، بل هو جزء من مخطط لإفشال مستقبل الاقتصاد العراقي وابقاء البلاد تحت سيطرة النفوذ الأجنبي عبر السيطرة الاقتصادية والسياسية .
وفي السياق نفسه، أكد المهتم بالشأن الاقتصادي والسياسي، ضياء الشريفي، في حديث لـ”المراقب العراقي”، أن “التصريحات الأخيرة الصادرة عن مسؤولين أمريكيين من داخل سفارة الامريكية في بغداد، والتي تناولت المقاومة العراقية، تمثل تدخلاً سافراً في الشأن الداخلي، ومحاولة واضحة لـتشويه سمعة المقاومة وضرب الاقتصاد العراقي”.
وأكد الشريفي، أن “المقاومة الوطنية لعبت دوراً بطولياً في إنقاذ العراق من الإرهاب والدفاع عن مقدراته، وأن محاولة تصويرها كعائق أمام استقرار البلاد هو افتراء أمريكي يخدم مصالحها وتشويه سمعة الخط الشريف الذي يرفض الانقياد الى أوامرها”.
وأضاف، أن “ما يصدر عن بعض المسؤولين في السفارة الأمريكية يعكس نية واضحة للتأثير على السيادة العراقية، ومحاولة لمنع أي توجه وطني نحو الاستثمار الحقيقي وبناء الاقتصاد، من خلال خلق صورة سلبية عن الوضع الأمني والاقتصادي في البلاد”.
ودعا الشريفي الحكومة العراقية إلى “اتخاذ موقف حازم برفض هذه التصريحات، وعدم السماح لأية جهة أجنبية بـالتطاول على أبناء العراق أو الإساءة إلى تضحياتهم، مطالباً بطرد أي شخص يتجاوز حدوده ويتدخل في قضايا سيادية تمس كرامة الوطن”.
وأشار الشريفي في ختام حديثه إلى أن “واشنطن تسعى منذ سنوات إلى فرض الهيمنة على مقدرات العراق، ولا تسمح لأية جهة دولية أو إقليمية بالدخول في مشاريع استثمارية قد تسهم في نهوض الاقتصاد الوطني”.
وفي ظل هذه التصريحات الاستفزازية، يتطلب من العراق حكومة، ان تدرك ان هذه الحملات التشويهية، تأتي في إطار حرب اقتصادية وسياسية تستهدف تهميش المقاومة الوطنية واضعاف الاقتصاد الوطني، ما يتطلب تعزيز سيادته والعمل على بناء مؤسسات قانونية وأمنية مستقلة تعمل على خلق مناخ الاستثمار الحقيقي، بعيداً عن الذرائع المضللة والتدخلات الخارجية.



