اخر الأخبارالنسخة الرقميةتقارير خاصةسلايدر

العراقيون يستذكرون سيد المقاومة رمز المواقف والكلمات الخالدة

شهيد الأمة العابر للحدود

المراقب العراقي/ سداد الخفاجي..
أحيا الآلاف من العراقيين طيلة الأيام الماضية ومازالوا، ذكرى استشهاد السيد حسن نصر الله في جميع محافظات البلاد، مستذكرين مواقفه البطولية مع العراق خلال محنه على مدار السنوات الماضية، إذ يعتبر شهيد الأمة، شخصية استثنائية بالنسبة للشعب العراقي، ورحيله ترك، أثراً عميقاً في قلوبهم، لأنه كان حاضراً مع الشعب العراقي في أزماته، وناصرهم بالكلمة والموقف.
لم تكن شخصية الشهيد حسن نصر الله محبوبة لدى اللبنانيين فقط، بل كان يمثل قائداً ورمزاً لكل أحرار العالم، سيما دول المقاومة الإسلامية، وتعتبر خطبه، منطلقاً لشحذ الهمم وصنع الانتصارات، إضافة الى رجال حزب الله الذين لم يدخروا جهداً للدفاع عن مقدسات الأمة، لذا حفر الشهيد القائد، أسمه في قلوب جميع الشعوب الحرة بالعالم، واستطاع ان يحمي مقدسات المسلمين وأرواحهم على مدى سنوات طوال، عبر إفشال الخطط الصهيونية والغربية في المنطقة.
في العراق، كان شهيد الأمة السيد حسن نصر الله، حاضراً في جميع التحديات التي أحاطت به خصوصاً بعد الاحتلال الأمريكي، وكان لقيادات حزب الله دور كبير في مقاتلة التنظيمات الإجرامية “القاعدة وداعش”، إذ عاش شهيد الأمة جميع أزمات العراق، وقدّم الكثير من النصائح السياسية، سيما تلك التي تتعلق بطرد الاحتلال الأمريكي، حيث كان رأيه، ان البلاد لن تستقر أمنياً حتى يتم طرد القوات الأمريكية.
بعد عام 2003 مرَّ العراق بأزمات سياسية وأمنية كادت ان تطيح به، وكان شهيد الأمة السيد حسن نصر الله، حاضراً فيها ودافع عن الشعب والوطن، متجاوزاً الحدود الجغرافية.
تأثير السيد الشهيد حسن نصر الله كان واضحاً خلال معركة العراق مع تنظيم داعش الإرهابي المدعوم من أمريكا والكيان الصهيوني، إذ كان لتوجيهاته العسكرية والسياسية دور كبير في حسم المعركة عبر نصائحه ودعمه للمقاومة العراقية بالخبراء الميدانيين، لأن السيد نصر الله كان على قناعة تامة بأن الحرب ضد الإرهاب، هي جزء من المؤامرة الاستكبارية ضد دول المنطقة لا سيما دول محور المقاومة الإسلامية، إذ قال نصر الله حينها، ان “حزب الله مستعد للقتال في العراق، لا من باب التدخل في شؤونه، بل من باب حماية هذا البلد الإسلامي، ولأن هذه المعركة تهدد مصير دول المنطقة برمتها”.
وحول هذا الموضوع، يقول المحلل السياسي هيثم الخزعلي لـ”المراقب العراقي”: إن “الشهيد حسن نصر الله يعد علامة فارقة في تأريخ التشيّع والإسلام والمقاومة، وكما وصفته المرجعية الدينية العليا بانه قائد قل نظيره”.
وأضاف الخزعلي، ان “السيد الشهيد نصر الله كان يمثل قدوة ليس للبنان فقط، بل لمختلف شعوب العالم ومن بينها العراق، وكان مفكراً استراتيجياً وقائداً عظيماً لكل أحرار العالم، ومخططاً على مستوى عالٍ، وقدّم الكثير من النصائح للمقاومين في العراق خلال الحرب مع داعش”.
وأشار الى ان “السيد حسن نصر الله يمثل رأس حربة في قيادة وتوجيه محور المقاومة، وكان له الأثر الكبير في صناعة القرار داخل المقاومة الإسلامية، لأنه يمثل بوصلة للمجاهدين في مختلف أنحاء العالم”.
وأوضح الخزعلي، ان “السيد نصر الله استطاع من خلال حكمته وقوته وشخصيته المقبولة، ان يحارب أعتى أنظمة العالم، وان يكبد جيوش الاستكبار خسائر فادحة، منوهاً بأنه لم يكن يدافع عن أرض لبنان فقط، وانما عن بلدان المنطقة أجمع، ولعل دوره في تخليص العراق من التنظيمات الاجرامية أبرز دليل على ذلك”.
استشهاد سيد المقاومة ترك، فراغاً كبيراً في نفوس العراقيين، لأنه يعتبر واحداً من أكثر الشخصيات المقربة لهم، كما إنه يشكل رمزاً للمقاومة ومواجهة الاستكبار، وترجمت مواقف العراقيين بتجمهر المئات الذين اصطفوا، ليتذكروا مناقب ذلك الشهيد في الذكرى السنوية الأولى لعروج روحه الى سماء الخلود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى