السيد حسن نصر الله… رجل فولاذي عطّل مشاريع التوسع الصهيوني لخمسين عاماً

فارس الجنوب وسيد المقاومة حاضرٌ بعد الشهادة
المراقب العراقي/ سداد الخفاجي..
تمرُّ هذه الأيام ذكرى استشهاد سيد المقاومة الشهيد حسن نصر الله، الذي اغتالته يد الغدر الصهيونية والأمريكية، بعد نزال طويل أذاق فيه جيش الاحتلال مرارة الهزيمة على مدى نصف عقد من المقاومة وإفشال مخططات الاستكبار العالمي، ليتحول نصر الله الى أيقونة الأحرار ورفض الاستبداد والخنوع للمحتل ليس في لبنان فقط بل على مستوى العالم أجمع، بعد ان استطاع ان يقلب معادلات الصراع مع الكيان ويحقق انتصارات عجزت دول بأكملها عن تحقيقها.
الشهيد السيد حسن نصر الله أصبح واحداً من أبرز المقاومين للمشاريع الصهيونية في المنطقة، وباتت خطاباته محل اهتمام دول الاستكبار التي تشكل غرفاً خاصة لتحليل كلماته، وتعد العدة لتهديداته التي أطلقها على مدار ثلاثين عاماً، ليكون صوت الحق الذي يرعب الصهاينة، وينصر الشعوب المظلومة، ويشكل صرخة بوجه الدول العربية المطبعة، حتى بات اسمه مرتبطاً بكل قضية ترتبط بالأمة الإسلامية والدفاع عن مقدساتها وقيمها، لا سيما القضية الفلسطينية التي أعطى فيها شهيد الأمة نفسه وولده فداءً لها.
على مدى سنوات جهاده، حقق شهيد الأمة السيد حسن نصر الله، انتصارات تأريخية عجزت عنها دول بجيوشها، ففي عام 2000 أجبر جيش الاحتلال المدجج بالسلاح على الانسحاب من جنوب لبنان بلا قيد أو شرط، في سابقة لم يشهدها التأريخ العربي الحديث على أقل تقدير، وفي حرب تموز 2006 صمد مع حزبه في وجه آلة عسكرية كبرى، كما لعب دورًا بارزًا في فرض “معادلة كاريش” خلال مفاوضات ترسيم الحدود البحرية، وفي دعم المقاومة الفلسطينية، لا سيما في معركة طوفان الأقصى. وحتى استشهاده، ظل رمزًا للتكامل بين ساحات المقاومة في لبنان وغزة والعراق وسوريا واليمن.
استطاع شهيد المقاومة الإسلامية السيد حسن نصر الله، ان يرسخ مفهوماً وقناعة لدى العالم أجمع بأن الكيان الصهيوني لا يمكن التعامل معه إلا بمنطق القوة، وان جميع محاولات إحلال السلام في المنطقة، هي مجرد وهم سرعان ما يزول بسبب الانتهاكات المستمرة لإسرائيل، وخرقها تأريخياً لجميع الاتفاقيات التي أبرمت لوقف هذه الانتهاكات، ومن هذا المنطلق لم تقبل المقاومة بأية معاهدة للسلام مع الكيان الصهيوني على اعتبار انه محتل ولا سبيل للخلاص منه إلا بالقوة.
ويقول المحلل السياسي حيدر عرب الموسوي لـ”المراقب العراقي”: إن “الحديث عن سيد المقاومة وشهيد الأمة السيد حسن نصر الله يحتاج الى حلقات وساعات طويلة حتى نستطيع ان نلخص ما قام به من بطولات ضد الكيان الغاصب”.
وأضاف الموسوي: أن “السيد الشهيد توجه توجهاً جهادياً منذ نعومة أظفاره، وتم انتخابه أميناً عاماً لحزب الله اللبناني بعد استشهاد السيد عباس الموسوي “رضوان الله عليه” وقام بقيادة معارك طويلة ضد الاحتلال، استطاع خلالها ان يغير المعادلات في المنطقة وليس في لبنان فقط”.
وتابع، ان “السيد نصر الله تمكن ان يجعل من حزب الله قوة عسكرية استطاعت ان تقارع أعتى جيوش العالم دموية ووحشية وارهابية، وكبده خسائر أجبرته على قبول المعادلة التي خطط له شهيد الأمة، وأجبر الكيان عام 2000 على الانسحاب من الأراضي اللبنانية وكبده خسائر في عام 2006 وغيرها من النزالات التي جعلت من الشهيد نصر الله رمزاً للدفاع عن المقدسات”.
وبعد استشهاد سيد المقاومة حسن نصر الله، بدأ الكيان الصهيوني يفرض معادلته التوسعية في المنطقة، ويحاول فرض سيطرته على الدول المحيطة به بأية طريقة كانت، إذ يواصل تمدده في سوريا وقضم أراضيها، ويحاول فرض مخطط جديد في الجنوب اللبناني، وهذا السيناريو حذر منه مراراً الشهيد حسن نصر الله، بأن إسرائيل لن تتوقف إذا ما وجدت فرصة لذلك، إذ نرى نار الحرب اليوم وصلت حتى الدول العربية المطبعة.
رحيل السيد حسن نصر الله لم ينهِ مسيرته، بل رسم خارطة طريق للأحرار، ليكملوا ما توقف عنده شهيد المقاومة، ويسيروا على دربه، لأنه استطاع بفعل شخصيته المقبولة عالمياً ان يحول المقاومة إلى نهج حياة، لا مجرد ردة فعل على الأحداث والظروف، من خلال خطابه الفريد الذي تحول لاحقاً الى صوت يتحدى الاستكبار في العالم.



