اخر الأخبارالمراقب والناسالنسخة الرقميةتقارير خاصةسلايدر

التسرب المدرسي .. ظاهرة خطيرة تقود إلى جرائم الأحداث

الآباء حجر الأساس في منع حدوثه


المراقب العراقي/ يونس جلوب العراف…
في السنوات الأخيرة ،وعلى امتداد أرض البلاد تؤكد المؤشرات أن عوامل التفكك الاجتماعي والأسري والفقر وسوء الأوضاع المعيشية تلعب دوراً بارزاً في انحراف الأحداث نحو ارتكاب الجرائم ،على مختلف مسمياتها، إلا أن هناك عاملا أخطر، ولكنه يبدو غير منظور ،هو تسرب التلاميذ والطلبة من المدارس، فقد اتضح أنه يمثل أحد العوامل الرئيسية في ارتكاب جرائم الأحداث، وعلى وفق الإحصائيات الحكومية الصادرة من وزارتي التربية والعدل فإن زيادة السلوكيات المنحرفة تظهر خلال أشهر العطلة الصيفية بعكس فترة دوام المدارس وهو ما يعزز نظرية ارتباط عدد المتسربين من المدارس بزيادة جرائم الاحداث.
وبحسب القانون العراقي فإن الحدث هو كل شخص يبلغ من العمر من 9 إلى 18 عاماً ويرتكب فعلاً مخالفاً للقانون، وينقسم الأحداث إلى ثلاثة أقسام، الصبي والفتى والشاب، ويشمل هذا التقسيم الذكور والإناث وبحسب بيانات، فإن عام 2019 شهد أعلى نسبة جُنَح بين الأحداث في العراق، وبلغت 11.91 بالمئة من إجمالي عدد الجُنَح التي كشفت عنها السلطات القضائية أما الآن فأن المؤشرات تؤكد أن الكثير من هؤلاء كانوا من نتاج التسرب الدراسي.
وفي السياق قال المشرف التربوي سامي هاشم : إن” التسرب من المدارس في الكثير من الأحيان يرتبط بالطالب وبيئته، لأنّ الطلاب المنحدرين من أسر منخفضة الدخل قد يضطرون إلى ترك مدارسهم من أجل العمل لإعالة أسرهم الفقيرة، وتوفير الاحتياجات الرئيسية لهم، لكن نسبة هؤلاء تبدو قليلة إذا عملنا مقارنات مع الطلبة المتسربين نتيجة اختلاطهم مع آخرين لهم ميول إجرامية تسهم بتكوين عصابات صغيرة يكون مصيرها المحتوم هو السجن “.
وأضاف: أنّ” البعض من الطلبة قد يضطرون لترك المدرسة من أجل البقاء في المنزل، والاهتمام بأشقائهم الأصغر سنّاً أثناء خروج الوالدين إلى العمل، وهو أمر قليل الحدوث على الرغم من وجوده على أرض الواقع، وهو لايسبب حدوث أي مشاكل في محيط هؤلاء ، لكنْ هناك أمرٌ يتجاهله الكثير ،وهو أن المتسرب من المدرسة هو الأكثر تعرضا للإصابة بعدوى الجريمة ،والدليل أن الكثير من طلبة مدارسنا قد دخلوا سجون الاحداث بعد اختلاطهم مع أفراد من أصحاب الميول الإجرامية”.
فيما قال الاخصائي الاجتماعي هشام موسى : إن” هناك العديد من الطلاب يرون أنّ المدرسة التي يدرسون فيها مملّة، يشعرون بعدم وجود ارتباط وعلاقة بين ما يدرسونه وما يتعلمونه في المدرسة مع الواقع، فواقعهم منفصل عمّا يدرسونه وتلك مشكلة يصعب التعامل معها بسهولة فنجد النتائج الدراسية متخلفة ونسبة النجاح قليلة جدا”.
وأضاف: أن” بعض المعلمين لا يفهمون كيفية ربط ما هو موجود في الكتب بالحياة الواقعية للطلاب، أو يهملون فعل مثل هذا الأمر الضروري وهذا يقلّل من دافعية الطلاب للتفاعل مع المعلمين ومع المدرسة، ويزيد من الملل الذي قد يشعرون به، ممّا يترتّب عليه زيادة فرص ترك المدرسة والنتيجة تكون إمَّا هروب الطالب من المدرسة والبحث عن شيء آخر أو كسبه من قبل عصابات تدخله الى عالم الإجرام والسرقة “.
وشدد على أن “الآباء هم حجر الأساس في منع حدوث التسرب من المدارس من خلال حث أبنائهم وتشجيعهم على مواصلة الدراسة وتوفير مستلزمات النجاح وهي حالة قد تكون صعبة على البعض لكنها مطلوبة وضرورية لهم ولمستقبل أولادهم”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى