اخر الأخبارالنسخة الرقميةسلايدرعربي ودولي

حضور مهيب يزلزل العدو في الذكرى الأولى لاستشهاد السيد نصر الله

شهيد القدس وسيد الجنوب

المراقب العراقي/ متابعة ..

ضجَّ العالم الإسلامي المقاوم بكلّ أطيافه وفئاته في الذكرى الأولى لاستشهاد سيد الجنوب وشهيد القدس السيد حسن نصر الله، حيث جسد هذا الحضور البهي، صورة مخيفة في حسابات العدو الأمريكي – الصهيوني الذي مازال يصدر رواية انتهاء المقاومة وخاصة في لبنان التي يريد عقد اتفاق معها، لكن الهتافات والتأييد الذي حصل عند صخرة الروشة، عكس كل تلك التصورات وأثبت، أن المقاومة الإسلامية ليست تجمعاً عابراً بل هي منهج يستلهم من قادتنا الشهداء الذين قدموا أرواحهم قرباناً للإسلام.

ان تجاوز بيئة المقاومة هذا الامتحان التأريخي الصعب، لم يأتِ من فراغ، أو انه كان بمثابة لحظة عاطفية شدت أعضاء هذا البيئة على وقع خبر فقدان السيد الأسمى، فهذه اللحظة مازالت مستمرة حتى اليوم، الأمر الذي أكد حقيقة، ان ثبات الحاضنة الشعبية، جاء كنتيجة لعمل متراكم أشرف عليه السيد الشهيد على مدى ثلاثين عاما لقيادته الحكيمة والشجاعة والذكية للمقاومة الاسلامية في لبنان. فقد تمكن سماحته، ان يبني الانسان المقاوم والانسان الحاضن للمقاومة، بناءً روحياً ومعنوياً، وقد ظهر هذا البناء اليوم، حيث ترك سماحته إرثا لا ينفد، وهذه الحقيقة أشار اليها قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي، عندما وصف السيد الأسمى بانه إرث عظيم ليس للبنان بل للعرب والمسلمين، وهذا الإرث الذي أشار اليه قائد الثورة هو الذي جعل المقاومة وبيئتها متماسكة وقوية، وتجاوزت الامتحان الأصعب المتمثل باستشهاد سماحة السيد والصف الأول من قيادة المقاومة، بعد ان تكالب الغرب وأمريكا عليها بكل ما أوتوا من قوة.

إرث سيد شهداء المقاومة، بني على حقائق بديهية، منها ان الشعب الذي لا يدافع عن نفسه، لن يجد من يدافع عنه، حتى لو أبيد عن بكرة أبيه. وان الأرض المحتلة لن تتحرر بالاحتجاجات وتقديم الشكاوى وانتظار العدالة الدولية، بل بسواعد رجالها وأهلها. ومن الخيانة ان ترى جريمة يجري تنفيذها ضد جارك أو أخيك في الدين والقومية والانسانية، وان تتخذ موقف المتفرج. وان نصرة المظلوم هو واجب انساني وشرعي وديني وأخلاقي، وليست هناك من مظلومية يراها العالم اليوم رأي العين، كمظلومية الشعب الفلسطيني.

في البديهيتين الاولى والثانية، يمكن الاشارة الى تجسيداتهما العملية التي تمثلت بتحرير المقاومة لجنوب لبنان من الاحتلال الاسرائيلي عام 2000 بعد ان انتظر لبنان أكثر من 20 عاما العدالة الدولية لإنصافه ولكن دون جدوى.

أما البديهة الثالثة، فجسدتها المقاومة الاسلامية المتمثلة بحزب الله عندما تدخلت في سوريا، دفاعاً عن سوريا التي كانت تواجه مؤامرة أمريكية غربية اسرائيلية عربية رجعية، يتم تنفيذها عبر جماعات تكفيرية وإرهابية، وكم كل هذا الوقوف المبدئي الى جانب سوريا، كوجود مكلف لحزب الله، إلا ان ما وقع في سوريا بعد ذلك، وما يحدث الآن فيها بعد سقوط نظام الأسد، أكد صوابية موقف السيد الشهيد من أحداث سوريا.

أما البديهية الرابعة التي جسدها حزب الله بكل ما أوتي من قوة ومن أجلها دفع السيد روحه الطاهرة، فكان وقوفه الى جانب المظلومين في غزة، بوجه الحلف الأمريكي الغربي الاسرائيلي ضد أهلها، بعد ان تخلى العالم وفي مقدمتهم العرب عن نصرتهم.

الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد سيد المقاومة، يجب ان تكون محطة انطلاق جديدة للمقاومة وجمهورها، من أجل تجديد العهد للسيد الشهيد على المضي في دربه، والتمسك بإرثه، وفي مقدمته، الحفاظ على الوحدة الوطنية وافشال كل المخططات التي تسعى أمريكا و”اسرائيل” والرجعية العربية وأذنانبهم في لبنان، الرامية لخلق فتن وقلاقل في لبنان تصب في صالح الاسرائيلي، بالإضافة الى دعم المقاومة في غزة.

من أجمل ما قيل في شخص السيد الشهيد هو ما قاله رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب والوزير السابق طلال ارسلان، الذي وصف سماحته بانه “شخصية لها مناقبية أخلاقية، من الصعب أن تجدها لدى أي كان، وان الإنسانية خسرت شخصية لا تتكرر في كل عصر وفي كل زمان، واليوم، حين نتأمل رحيله، نكتشف أن حضوره صار أشد كثافة من أي وقت مضى، صار رمزا لا يمكن اغتياله، وصوتا لا يمكن إسكاته، وراية لا يمكن إنزالها، فالشهادة التي منحها لنفسه ولأمته ليست ختاماً لحياته، بل بداية لمرحلة جديدة تزداد فيها المقاومة تجذراً وتترسخ فيها قيم العزة والحرية في قلوب الأجيال القادمة، وان الوفاء الحقيقي له هو أن نحمل وصيته في عروقنا، أن نبقي فلسطين البوصلة، وأن نرفض الذل بأشكاله، وأن ندرك أن دماء الشهداء هي التي ترسم خط التأريخ”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى