اراء

الاعتراض يعكّر صفو الدوري

سامر الياس سعيد..

في مقال سابق، تمنّينا أن يشهد الموسم الجديد من دوري نجوم العراق 2025-2026، نقلة نوعيّة في السلوك، بعيدًا عن مشهد الاعتراضات المتكرّرة الصادرة عن المدرّبين أو الإداريين أو حتى من يجلس على مقاعد البدلاء لمتابعة المباريات.

غير أنّ البدايات لم تبشر بخير، إذ اصطدمت هذه الأمنيات بالواقع منذ الجولات الأولى، فقد تابعتُ بالأمس جانباً من مباراة زاخو أمام القوّة الجوية، التي جرت من دون جمهور بعد قرار اتحادي بحرمان الفريق المضيف من جماهيره على خلفيّة أحداث شهدتها بطولة كأس العراق 2025.

المفارقة، أنّ وتيرة الاعتراضات انطلقت من الدكّة نفسها، حيث تلقى إداري الجوية جاسم محمد غلام، إنذارًا بالطرد بسبب احتجاجه على قرار الحكم بطرد أحد لاعبي فريقه بعد أن وجّه ضربة بالكوع لأحد لاعبي زاخو. اعتراض غلام تجاوز حدود الروح الرياضيّة وأربك سير المباراة، ما أثار الاستغراب لصدوره من لاعب دولي سابق كان الأجدر به أن يكون قدوة في الانضباط.

ولم تتوقف المشاهد عند هذا الحد، إذ رصدت الكاميرات اعتراض المدرب العُماني رشيد جابر، ليُشهر الحكم البطاقة الصفراء بحقه. وهنا يبرز السؤال: إذا كان تأثير الاعتراضات كبيرًا حتى في غياب الجمهور، فكيف سيكون المشهد في حضور الآلاف؟.

للأسف، تكاد لا تخلو أية مباراة في الدوري من اعتراضات مبالغ بها، على عكس ما نشاهده في الدوريات العالميّة، حيث يلتزم معظم المدرّبين أسلوبًا هادئًا ومدروسًا في الاحتجاج، مدركين أن أية إشارة أو انفعال منهم قد يشعل المدرّجات ويؤثر سلبًا في اللاعبين والجمهور.

ولعلّ ما جرى في إحدى مباريات دوري أبطال أوروبا بين أتلتيكو مدريد وليفربول مثال صارخ، حين دخل المدرّب الأرجنتيني دييغو سيميوني في شدّ وجذب مع أحد مشجّعي الفريق الإنكليزي، فكانت الواقعة محط أنظار الإعلام والجماهير، وانتهت بخسارة غير متوقعة للفريق الإسباني.

إنَّ كَبْتَ الانفعالات قدر الإمكان ضرورة مُلحّة للمدرّبين والإداريين، فتصرُّف بسيط من أحدهم قد يتحوّل إلى شرارة تنتقل إلى الأجهزة الفنيّة أو المعالجين، ومنها إلى المدرّجات، لتأخذ المباراة، مسارًا لا يُحمد عقباه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى