تربية الطفل وفقاً للقواعد الاسلامية

مما لا شك فيه أنّ الله تعالى جبل الإنسان وفطره بأصل الخلقة والتكوين على حب أطفاله، وعجن في قلبه الميل العاطفي إليهم، وكل من يسلك خلاف هذا المنهج فهو يتحرك بعكس نداء الفطرة، ويسير باتجاه مناقض لمقتضى الطبيعة، فحب الأطفال أمر طبيعي في كل إنسان، ولكن مع ذلك فإن الحب من المعاني المشكّكة لا المتواطئة، بمعنى أنّ له مراتب تختلف شدة وضعفًا في ما بينها.
نحن لا نقصد بعدم التمييز بين الأطفال هو ما يعيشه الإنسان من حالات وجدانية داخل قلبه تجاه أطفاله وأولاده، فإن المشاعر القلبية قد تخرج عن التحكم والسيطرة كأحاسيس في داخل الإنسان، ولهذا قد يحب طفلًا أكثر من طفل، إما لسبب معلوم كأن يكون الطفل نفسه متميزًا في أخلاقه وأفعاله، وإما لسبب مجهول كأن يلقى في قلبه محبة طفل بنحو أشد من طفل آخر.
ويعبر الإمام الرضا عليه السلام عن ذلك سابقًا في قوله: «إنما هو بقدر ما ينزلهم الله عز وجل منه»؛ لأن أفعال القلوب كثيرًا ما تكون خارج التحكم، ولذا لا تعتبر اختيارية للإنسان، ومن هنا لم يكن الإنسان ليُخاطب ويكلّف بها وبالتالي ليعاقب عليها، فلذا لن يكون مأمورًا بالعدالة القلبية، فيكون معنى العدالة والمساواة التربوية عدم جعل ميزة خاصة لطفل على آخر في المعاملة الفعلية دون المحبة القلبية، فإن المحبة القلبية ليست دائمًا واقعة تحت الاختيار.



