الدعاية الانتخابية تهيمن على المشاريع الخدمية وتفتتحها قبل اكتمالها

إنجازات خارج المواصفات
المراقب العراقي/ سيف الشمري..
بالتزامن مع قرب موعد الانتخابات وذروة الدعاية من قبل بعض الأطراف السياسية، فقد أثر ذلك وبشكل ملحوظ، على جودة المشاريع الخدمية والبنى التحتية في العراق، حيث أن بعض الجهات الحكومية تحاول استثمار تلك المشاريع، ضمن حملاتها الانتخابية، وترى فيها مادة دسمة لتذكير الشارع بما تم إنجازه خلال عمر الحكومة الحالية، حتى ان البعض من هذه المشاريع، لم يكتمل بنسبة تامة، لكن الغريب، أن الحكومة ذهبت إلى افتتاحها والترويج لها.
وواجهت الحكومة، انتقادات لاذعة سواء سياسيا أو حتى على مستوى الشارع الذي بدا في الآونة الأخيرة ممتعضاً مما تقوم به، ليس على مستوى المشاريع فحسب، بل أيضا التعيينات المشبوهة للسفراء والتنقلات التي أجرتها على مستوى المناصب الوزارية والدرجات الخاصة، وهذا كله انعكس بالسلب على عمل التشكيلة الحكومية التي صدّرت نفسها على أنها الأفضل من خلال مجموعة مشاريع عملت بها خلال السنوات الماضية، لكن ذلك لم يشفع لها مقابل ما ظهر من فساد وتلكؤ في الآونة الأخيرة.
مراقبون أكدوا، أن كل الشخصيات المرشحة للانتخابات أو التي تمتلك قوائم انتخابية وموجودة في الحكومة، يجب أن يتم تقييد صلاحياتها أو فرض شروط عليها مقابل الترشح للانتخابات، على سبيل المثال أن تقدم استقالتها، وذلك حفاظاً على موارد الدولة من استخدامها كدعاية انتخابية، وأيضاً تسخير المشاريع في هذا المجال، وهو ما نشاهده الآن من ذهاب الحكومة إلى تأخير بعض المشاريع المكتملة وتأجيل افتتاحها لغرض استخدامها كوسيلة ترويجية أو افتتاح أخرى وهي لم تكتمل بعد.
وحول هذا الأمر، يقول المحلل السياسي علي الطويل في حديث لـ”المراقب العراقي”: إن “هذه القضية باتت واضحة للجميع وتتم على حساب جودة المشاريع، إذ أن الكثير منها افتتحت مع قرب الانتخابات، لغرض الدعاية والإعلام، أما جودتها فقد وجد بها خلل كبير كونها افتتحت قبل الاكتمال”.
وأضاف الطويل، أن “استمرار هذا الأمر قد يسبّب الكثير من المشاكل، والمواطن الآن ليس غافلا، ولا يمكن التلاعب بعقله بسهولة”، لافتا إلى أن “الجسور التي افتتحت قبل أشهر تم تشخيص مشاكل عدة فيها، بالتالي أصبحت دعاية مضادة للجهة التي افتتحت هذا المشروع”.
ونوّه إلى أن “ما حصل في كربلاء المقدسة من سقوط أحد المجسرات، يعكس رصانة وجودة هذه المشاريع”، مؤكدا انه “من يتأمل الحصول على الدعاية الانتخابية المجانية عبر افتتاح هذه المشاريع فهو واهم، لأن كشف مكامن الخلل فيها قد يعرّض الأطراف المسؤولة لخسائر كبيرة”.
يذكر أن الحكومة افتتحت، يوم أمس الأربعاء، مشروع تأهيل طريق “بغداد – الموصل” والذي لم يكتمل بعد بنسبة تامة، حيث الإنارة لم تنجز وبعض التفاصيل الأخرى المتعلقة بالشوارع الخدمية وتفرعاتها، ما تزال قيد العمل، وهو ما أعلنه محافظ بغداد خلال كلمته، حيث أكد، أن “نسبة الإنجاز وصلت إلى ٩٤ بالمئة”.
هذا وحذرت المفوضية العليا، من استغلال موارد الدولة ومؤسساتها في الترويج للمرشحين للانتخابات، حتى أنها فرضت عقوبات على ذلك، أهمها إقصاء المرشح نفسه أو فرض عقوبات مالية عليه أو على أية جهة ترتكب مخالفات مشمولة بقانون المفوضية.



