اخر الأخبارالنسخة الرقميةتقارير خاصةسلايدر

الازدواجية الأمريكية تفضح تناقضاتها وتزيد التفاف الجماهير حول المقاومة

واشنطن تجالس الإرهاب وتدين من يحاربه


المراقب العراقي/ سداد الخفاجي..
الازدواجية الأمريكية في التعامل مع القضايا الدولية أو الإقليمية، باتت واضحة ولا تخفى على كل من يتتبع القرارات التي تصدر من واشنطن، فهي نفسها التي تدعم الحرب الأوكرانية، وتحشد ضد روسيا، وترى أن سكان العاصمة كييف على حق، كونهم يدافعون عن أرضهم وبلدهم، ولكنها تعود لتناقض نفسها من خلال دعم الكيان الصهيوني في جرائمه بالضد من الشعب الفلسطيني الذي لم يرتكب ذنباً سوى الدفاع عن حقوقه في العيش بدولته، وهو ما تراه الإدارة الأمريكية جُرماً يجب محاسبة من يدعمه.
هذا الأمر نفسه ينطبق على الشخوص والجهات المقاومة التي كل همها الاستقرار في القرار السياسي أو الأمني، بعيداً عن أي تدخلات أجنبية أو احتلال يفرض شروطاً تخدم أجندته، بعيداً عن مصلحة البلد المحتل، ولهذا فإن الولايات المتحدة نراها اليوم تستخدم سلاح العقوبات الزائف بالضد كل من يقول “كلا” لسياساتها، ويرفض وجودها في الشرق الأوسط وحتى العالم بأسره، وهو ما دفعها لتصنيف بعض فصائل المقاومة الإسلامية العراقية على لائحة الإرهاب، بينما تدعم الجولاني والذي بات اليوم يُعرف باسم أحمد الشرع رئيس سوريا الجديد، ولا يخفى على أحد خلفية هذا المجرم وتنظيمه الذي عاث في الأرض فساداً.
وسابقا كانت واشنطن تلاحق الإرهابي الجولاني وتضعه على رأس قائمة العقوبات والمطلوبين في العالم، كونه زعيم جماعات إجرامية وشارك بقتل المئات من المدنيين في منطقة الشرق الأوسط، ولكنها وجدت فيه وسيلة سهلة يمكن استغلاها خاصة بعد وصوله إلى حكم دمشق من خلال دعم تركي أمريكي، ليستطيع اسقاط النظام بشار الأسد ويعلن نفسه قائداً للحكومة السورية الانتقالية، ولهذا بدأت أمريكا بتخفيف العقوبات عنه، حتى بات اليوم يجلس في واشنطن، ويتحدث كرئيس دولة دون قيود أو عقوبات، في حين أن الأصوات الحرة اليوم، تواجه اضطهاداً أمريكياً صهيونياً ويريدون من ذلك اخضاع كل من يعارض مخططات واشنطن.
هذا التناقض يضع الإدارة الأمريكية في قفص الاتهام، ويكشف حقيقة السلام والاستقرار الذي ينادي به رئيسها ترامب الذي يتحدث يومياً بقضية فرض العدالة وإنهاء الحروب القائمة، لكنه في حقيقة الأمر، هو من يغذيها ويمولها من خلال شحنات السلاح التي تصل يوميا إلى الكيان الصهيوني المجرم، ليقوم من خلالها بقتل المدنيين الفلسطينيين وتهجيرهم بالإكراه، كما تواصل واشنطن جهودها الخبيثة في جر العالم الى حرب مفتوحة، عبر استفزاز روسيا والصين وآخرها فنزويلا التي ترسو أمام سواحلها البارجات العسكرية الأمريكية، بهدف دفع رئيسها مادورو لتقديم استقالته، كونه يرفض الخضوع للإدارة الأمريكية.
وحول هذا الأمر، يقول المحلل السياسي ماهر عبد جودة في حديث لـ “المراقب العراقي”، إن “العقوبات الأمريكية جاءت على أربعة فصائل مقاومة عراقية، وهذا متوقع من واشنطن، في خضم الصراع الموجود بمنطقة الشرق الأوسط”، لافتا إلى أن “الازدواجية الأمريكية واضحة وفاضحة، لا تحتاج الى نقاش خاصة فيما يتعلق بالملفات التي تهمها”.
وأضاف جودة، “نتعجب من واشنطن ان تضع يدها بيد الرئيس السوري الحالي أحمد الشرع الذي كان سابقا مطلوباً وعليه مبلغ مالي كبير من قبل الولايات المتحدة”.
هذا ويرى مراقبون، أن الولايات المتحدة الأمريكية كثيراً ما تعتمد على مبادئ انتقائية في تعريفها للإرهاب أو في تحديد من تعاقب ومن تتحاور معه، وفقاً لمصالحها الإستراتيجية، وليس لمعايير ثابتة، فهي مستعدة للجلوس على طاولة التفاوض مع شخصيات مثيرة للجدل، وأشخاص وصفتهم سابقا بالإرهاب، إذا رأت أن في ذلك خدمة لأهدافها المرحلية، وهذا السيناريو تكرر مع طالبان في أفغانستان، ومع بعض الشخصيات المرتبطة بجماعات مسلحة، منهم الجولاني.
وفي مقابل ذلك، تفرض واشنطن، عقوبات على حركات المقاومة الإسلامية، رغم أنها تمثل بالنسبة لجزء كبير من شعوب المنطقة، حركات تحرر وطني ضد الاحتلال أو العدوان، والسبب في ذلك، أن هذه الحركات أو المقاومة تتعارض مع النفوذ الأمريكي والصهيوني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى