اخر الأخبارالنسخة الرقميةتقارير خاصةسلايدر

عمليات بطولية وصمود اسطوري يذيقان الصهاينة مرارة الهزيمة

شلل تام يصيب أهداف العدو بغزة


المراقب العراقي/ سداد الخفاجي..


رغم مرور أكثر من عامين للعدوان الصهيوني على غزة، الذي استخدم فيه شتى الأسلحة، من أجل القضاء على حركة المقاومة الإسلامية حماس، وإجبار أهالي القطاع على ترك أرضهم، إلا ان إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها التي وضعتها في هذه المعركة، باستثناء الدمار الذي لحق بالبنية التحتية في غزة واستمرار ماكنة قتل المدنيين، وبالتالي فهي تعيش وضعاً مربكاً جراء استمرار العمليات البطولية التي تنفذ من الداخل الفلسطيني، والتي تأخذ أشكالاً متعددة، فتارة يتم استهداف جيش الاحتلال، وتارة أخرى يشن هجوماً غير متوقع على إحدى المستوطنات، الأمر الذي حوّل مناطق الكيان الى أماكن غير صالحة للعيش.
عملية بطولية نفذها شابان من مدينة القدس المحتلة، اسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 25 مستوطناً، استنفر على إثرها جيش الاحتلال، واضطر الى إخلاء المدن، تحسباً لعمليات تنفذ في مواقع أخرى، فيما يواصل مجاهدو حماس، عملياتهم النوعية ضد جيش الاحتلال، إذ باتت غزة عصية على الكيان الغاصب، وأصبح مشهد الاستهداف روتيناً يومياً لجيش العدو الصهيوني، الذي يعاني جنوده منذ بداية معركة طوفان الأقصى، تدهوراً نفسياً، وسط ارتفاع حالات الانتحار بين صفوفه بشكل غير مسبوق.
وتصاعدت العمليات الفلسطينية خلال الأيام الأخيرة ضد الكيان الصهيوني بشكل ملحوظ، لتشكل ضغطاً على حكومة نتنياهو المنهارة داخلياً على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، إضافة الى الفشل في ملف الأسرى الذي قد يشكل نقطة تحول تقلب واقع الكيان الصهيوني خلال الأيام المقبلة، ويحرق أوراق الانتصار الإسرائيلي المزعوم الذي يروّج له الغرب.
والى جانب العمليات في الداخل، فمازالت الضربات توجه من خارج الأراضي المحتلة، وعلى وجه الخصوص من أرض اليمن التي تعد واحدة من الجبهات المهمة المساندة لغزة، والتي كان لها دور كبير في قلب موازين المعركة، سيما مع ضرباتها الدقيقة التي وصلت الى عمق الكيان الغاصب، إذ فشلت إسرائيل في ايقافها رغم شن عدوان متواصل على الأراضي اليمنية بهدف وقف عملياتها ضد الأراضي المحتلة.
صفارات الإنذار أو كما يطلق عليها “صفارات الرعب” تدوي في أرجاء الكيان الصهيوني، ومشهد العمليات البطولية المفاجئة بات متوقعاً في أية لحظة، ما يعكس حجم الانهزام الذي تعاني منه إسرائيل، وفشلها في تحقيق هدفها الأساسي من العدوان على غزة، وهو الإفراج عن المعتقلين، مما دفعها الى شن هجمات استهدفت البنية التحتية لغزة، إضافة الى تجويع سكانها، للضغط على حماس، من أجل إطلاق سراح الرهائن، لكن وعلى ما يبدو فأن صمود الغزاويين فاق توقعات وحسابات دول الاستكبار.
وحول هذا الموضوع، يقول الكاتب والإعلامي الفلسطيني حمزة البشتاوي لـ”المراقب العراقي”: إن “ما يرتكبه الكيان الصهيوني من جرائم بحق غزة، هو للتغطية على الفشل في تحقيق أي من أهدافه من خلال حربه الأخيرة، إذ تريد إسرائيل، ان تحقق من خلال شعارات الشرق الأوسط الجديد وغيرها، نصراً مزيفاً”.
وأضاف البشتاوي، أن “المخطط الصهيوني الاستيطاني هو مخطط يستهدف فلسطين والمنطقة برمتها، لأنها تمتد الى خارج حدود فلسطين، وبالتالي لا بدَّ من التصدي له، لأنه ينوي التخلص من الشعب الفلسطيني ومصادرة الأرض ومن ثم التمدد نحو البلدان الأخرى”.
وتابع، أنه “إذا لم يتم دعم زخم العمليات ضد الكيان الصهيوني من الداخل ومن الخارج، فأن الكيان الغاصب سيحقق أهدافه في رسم خارطة ما يُعرف بالشرق الأوسط الكبير أو دولة إسرائيل الكبرى”.
وأشار البشتاوي الى ان “المطلوب من الدول العربية والإسلامية عدم الاكتفاء ببيانات التنديد والاستنكار تجاه تغلغل وتغول الكيان الصهيوني، الذي سيحول البلدان العربية الى أجزاء مقطعة راضخة للقرار الإسرائيلي، وهو ما يدعو الى وضع آليات مواجهة للمخططات الصهيونية التي تمثل خطراً لشعوب المنطقة”.
وتابع، ان “الخيار الأنسب لمواجهة التمدد الصهيوني هو دعم المقاومة الإسلامية ونشر ثقافتها، وبالتالي فنحن بحاجة الى مواقف جادة لمواجهة هذه المخططات الغربية والخرائط التي تريد رسمها في أوطاننا”.
مراقبون أكدوا، ان الضغط المتواصل على الكيان الصهيوني، أجبره على التنازل عن شروطه، والقبول بما تفرضه حماس بشأن انهاء الحرب وتسليم الرهائن، وهو ما يعكس انتصار غزة على المخططات والمشاريع الغربية التوسعية بفضل صمود أهلها والدعم الكبير الذي لاقته من محور المقاومة الإسلامية، مؤكدين ان الموقف العربي مخزي وخجول بعد ان تخلّوا عن قضية الإسلام.
الجدير ذكره، ان الإمارات لم تصدر أي بيان أو تعليق بخصوص جرائم الإبادة بحق سكان غزة التي مازالت متواصلة منذ أكثر من عام، لكنها أدانت العملية البطولية التي نفذها شابان فلسطينيان ضد المستوطنين في مدينة القدس المحتلة، وهو ما يعكس الموقف العربي المتخاذل والداعي للتطبيع مع إسرائيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى