اخر الأخبارالنسخة الرقميةتقارير خاصةسلايدر

الفك الصهيوني يقضم أراضي جديدة في سوريا ويبتلعها بصمت

عصابات الجولاني تفتح ابواب المدن امام الاحتلال


المراقب العراقي/ سداد الخفاجي..
يبدو ان الكيان الصهيوني لن تتوقف أطماعه بالاستيلاء على المنطقة، وليست هناك حدود لهذا المشروع، ويسعى لفرض سيطرته على كل بلدان الشرق الأوسط، لتتربع على خيرات الأمة، إذ يستغل العدو، حالة الضعف التي تمر بها الدول لتتوغل الى أعماقها، وتقضم أراضيها واحدة تلو الأخرى، دون ان تجد من يردعها أو يوقف مشروعها التوسعي، سيما مع استمرار سياسة إشعال الفتن والصراعات الداخلية، من أجل حرف الرأي العام عن عملياتها العسكرية، ولعل ما يحصل في سوريا هو أصدق دليل على المشروع الصهيوني التوسعي.
سوريا بعد ان كانت عصية على الكيان الصهيوني، أصبحت اليوم لقمة سائغة بفم إسرائيل، وباتت أغلب مدنها الحدودية تحت سيطرة جيش الاحتلال، لتزيد من سيطرة الكيان الغاصب على المنطقة، سيما وأنها تتمتع بموقع إستراتيجي مهم يمكنها من الضغط على العراق وبقية الدول الأخرى، ويمهد لتغيير خارطة المنطقة على وفق خطة الشرق الأوسط الجديد التي جزء منها هو السيطرة على سوريا، عبر تسليم الحكم الى جماعات مؤيدة للتطبيع، وتمنحها حرية التنقل واستخدام أراضيها ضد الدول الأخرى.
وفي ظل الاحتلال الجديد والخطير لسوريا، يسود الصمت بين الدول العربية وجمعياتها ومؤسساتها، إذ لم يسجل أي تصريح أو موقف من بلدان الخليج التي كان لها دور كبير في إسقاط نظام الأسد والتمهيد لحكومة الجولاني الإرهابية، وغيرها من الدول سوى بعض التصريحات الهامشية التي تدين وتستنكر، فيما تقف جامعة الدول العربية، متفرجة على الانتهاكات المستمرة والاحتلال البطيء للمنطقة، دون ان تتخذ موقفاً واضحاً، حيث غاب أساساً منذ طوفان الأقصى وجرائم الإبادة التي مازالت مستمرة الى يومنا هذا.
حكومة الجولاني شرعت الأبواب أمام جيش الاحتلال الصهيوني، ومهّدت الطرق للسيطرة على الأراضي السورية، تحت عنوان اتفاقيات أمنية مشتركة بين دمشق وتل أبيب، إذ صرّح الجولاني مؤخراً بأن حكومته توصلت الى مراحل متقدمة في التعاون مع إسرائيل، فيما تقول مصادر سورية، أن هذه الاتفاقيات تعتبر بمثابة تنازل عن الأراضي السورية، لأن جميعها يعتبر اتفاقيات دائمة، وتسمح بوجود الكيان الصهيوني داخل الأراضي السورية.
مراقبون أكدوا، ان الكيان الصهيوني لن يتوقف عند هذا الحد، بل انه سيواصل التقدم نحو بقية الأراضي السورية، ليوسع خارطة نفوذه بالمنطقة، سيما وان أكثر البلدان العربية مؤيدة لهذا المخطط، باستثناء العراق وبعض الدول الأخرى التي تواجه تهديدات مستمرة، مصدرها أمريكا وإسرائيل، لأنها تعارض المشروع الاستكباري للمنطقة وتدعو لمقاومته.
وحول هذا الموضوع، يقول المحلل السياسي جمعة العطواني لـ”المراقب العراقي”: إن “سوريا قُدمت الى الكيان الصهيوني على طبق من ذهب، وهذا ثمرة زراعتها للجماعات الإرهابية في المنطقة”.
وأضاف العطواني، أن “سوريا بكاملها تحت سيطرة أمريكا والكيان الصهيوني، خاصة وان الجولاني قدّم كل فروض الطاعة للإدارة الأمريكية، وتنفيذ كل الاملاءات والشروط التي تريدها منه”.
وتابع، ان “سوريا اليوم تحت سيطرة الكيان الصهيوني ووصل الى حدود المثلث العراقي السوري الأردني، وهذا حلم صهيوني قديم جداً، منوهاً الى ان صمت الدول العربية ليس جديداً فهم باعوا القضية الأكبر وتخلوا عنها، خوفاً على عروشهم”.
ومنذ سقوط نظام الأسد، تقوم قوات الاحتلال الصهيوني بالتوغل في الأراضي السورية المحاذية للجولان السوري المحتل وكذلك في جبل الشيخ، كما توغلت قوة صهيونية في بلدة بيت جن في ريف دمشق، 50 كيلومتراً جنوب غرب دمشق، وأطلقت النار على مدنيين في المنطقة. وسيطرت قوة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، على تل باط الوردة في جبل الشيخ.
وفي وقت سابق، قال ما يُعرف بوزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إنّ الجيش الإسرائيلي سيبقى في قمة جبل الشيخ (في إشارة إلى الجزء المحُتل حديثاً) والمنطقة الأمنية لحماية الجولان (السوري المحتل) والجليل من التهديدات القادمة من الجانب السوري، وأضاف كاتس: “سنواصل أيضاً حماية الدروز في سوريا، وهو ما يعني ان البوصلة تتجه نحو السويداء، بحسب ما يفسّره مراقبون”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى