أرصفة ” تجارية ” في المناطق ” المرفهة ” تهملها شفلات الأمانة

بعدما أُزيلت أسواق “الفقراء” بالكامل
المراقب العراقي/ يونس جلوب العراف…
قبل أيام أطلقت أمانة بغداد، ما أسمتها حملات موسعة لإزالة التجاوزات في سوقي العورة ومريدي، مدعية أن هذين السوقين يشهدان تجاوزات كبيرة من قبل أصحاب البسطات على الأرصفة وأنهر الشوارع، وإن ذلك يُعيق تقديم الخدمات الأساسية لأهالي المنطقة، إلا أن ذلك يشكل تناقضا في عمل الامانة ،فبينما أسواق الفقراء أزيلت بالكامل من أماكنها ،هناك في المقابل توجد محال في مناطق تقع غرب العاصمة ،حولت الأرصفة الى منطقة عرض تجارية ،ولم تشملها حملات أمانة بغداد ، لوقوعها في المناطق ” المرفهة ” وربما تابعة لمتنفذين أو تجار كبار لا تستطيع شفلات البلدية هدمها كما فعلت في أسواق الفقراء الموجودة في مدينة الصدر .
أمانة بغداد أكدت على لسان متحدثها عدي الجنديل، أن وجود هذه التجاوزات يمثل عقبة أمام تنفيذ خطط الأمانة الطموحة لتطوير 54 شارعاً فرعياً و60 شارعاً إضافياً، إلى جانب شوارع رئيسة أخرى داخل مدينة الصدر، ، بينما الحقيقة وبحسب ما يراه المواطن حسن ماضي أن” ما يسمى حملة إزالة المتجاوزين في سوقي العورة و مريدي هو لعدم وجود من يطالب بإنصاف الفقراء في هذه السوقين والذين لم يحصلوا على أي تعويض او إيجاد مكان بديل من أجل ممارسة عملهم المعتاد في بيع الفواكه والخضر والبضائع والسلع الاخرى من غير أصحاب المحال الرسمية الموجودة في السوقين والاسواق الاخرى”.
وأضاف : أن ” الجميع مع تنفيذ القانون برفع التجاوزات ومع ضرورة فتح الممرات المغلقة في شوارع المدينة ، لكن في الوقت نفسه على الأمانة إيجاد أسواق أو أماكن بديلة وتنظيم عمل هؤلاء بأسواق شعبية من الاكشاك كالتي سبق لأمانة بغداد منحها لمواطنين في العديد من مناطق العاصمة فالباعة ليس أمامهم سوى التظاهر والمطالبة بالبديل وهو أمر معمول به في جميع الدول “.
على صعيد متصل أشار المواطن هشام موسى إلى أن حملة إزالة التجاوزات قد تحولت هدفاً عقابياً، تحت شعار استكمال أعمال التطوير التي تشمل توسعة الشوارع، وإعادة تهيئة الأرصفة، وجعل الامور أكثر تنظيماً وسلامة ،بينما في مناطق أخرى لم تكن هناك أية حملات مماثلة لها وهو ما يعكس التناقض في عملها” .
وأوضح أن” هناك العديد من المحال التجارية الموجودة في حي الجامعة وحي العدل والمنصور واليرموك ، لم يمر عليها أي شفل ،على الرغم من تجاوزها على الارصفة منذ سنوات طويلة ،بل إن هناك من ألحق الارصفة بمحله التجاري ولم تتم محاسبته او الاقتراب منه ويبدو أن ذلك يتم بالاتفاق مع البلدية في تلك المناطق، فهل تعلم أمانة بغداد بذلك؟”
ودعا أمانة بغداد الى ضرورة العمل بمهنية بعيدا عن الانتقائية في المناطق التي تعاني التجاوزات وفوضى البسطات ورفع كفاءة الخدمات العامة، وليس تكريس الانتقائية التي قد تُفسَّر على أنها تفضيل المناطق المرفهة على نظيرتها الفقيرة في العاصمة ،بما يضمن مبدأ العدالة في التعامل مع الجميع” .



