المقاومة تحذّر من مخططات العدو السوداء لإسقاط ثلاث دول وتحقيق حلمه المزعوم

أفعى الاحتلال تلتف حول المُطبِعين
المراقب العراقي/ سداد الخفاجي..
تتواصل التهديدات الصهيونية والأمريكية، على دول الشرق الأوسط، إذ مازال مشروع ما يُعرف بإسرائيل الكبرى، قائماً وتحاول تل أبيب وواشنطن تطبيقه في المنطقة، باستغلال الحكومات العربية والإسلامية المُطبِعة، بالإضافة الى مواصلة الضغط على الدول المقاومة التي تعتبر العقبة الوحيدة بوجه المشروع حالياً، فيما تلتزم الدول الأخرى الصمت، معتقدة انها في مأمن من هذا المخطط الاستعماري الكبير، الذي يريد جعل الشرق الأوسط خاضعاً لقوى الاستكبار والقضاء على أية جهة مقاومة.
وعلى ما يبدو، فأن المشروع الصهيوني لا يقف عند حدود فلسطين بل يمتد ليشمل دولاً عربية وإسلامية، وتقسيم المنطقة الى دويلات تقودها إسرائيل، الأمر الذي يتطلب موقفاً جاداً تستطيع من خلال الدول العربية والإسلامية، ان تحافظ على أراضيها من التمدد الصهيوني، وخير دليل على مصير الدول التي لا تعارض المشروع التوسعي هو سوريا، التي اقتضمت إسرائيل أراضي واسعة منها، بل ان بعض العائلات بدأت بتشييد منازل لها، على اعتبار انها أرض صهيونية.
وخلال السنوات الماضية، حملت الجمهورية الإسلامية وقوى المقاومة في الشرق الأوسط، لواء الدفاع عن المقدسات، ووقفت بوجه المخططات الأمريكية والصهيونية، واستطاعت ان تفشلها، وقدمت تضحيات كبيرة، من أجل حفظ كرامة شعوب المنطقة وأراضيها من التمدد الصهيوني، ومع استمرار العدوان وتوسع أطماعه لا بدَّ من صحوة عربية لتشكيل قوة مناهضة ورافضة للمخططات الصهيونية والأمريكية.
وفي وقت سابق، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أن مشروع إسرائيل الكبرى، لا يقتصر على الأراضي الفلسطينية المحتلة فحسب، بل يشمل أجزاءً من دول عربية رئيسة من بينها السعودية ومصر والأردن، فضلا عن جزء من العراق، منوهاً الى ان هذا يعني أن جزءاً من السعودية ومصر والأردن والعراق، تندرج ضمن مشروع إسرائيل الكبرى، كما ان التوجهات الإسرائيلية ليست آنية أو مرتبطة بالصراعات الجارية فقط، بل هي رؤية بعيدة المدى تستند إلى تصورات توراتية وسياسية تهدف إلى إعادة تشكيل الخريطة الجيوسياسية للشرق الأوسط”.
وحول ذلك، يقول المحلل السياسي أثير الشرع لـ”المراقب العراقي”: إن “بعض الدول العربية تعوّل كثيراً على الجانب الأمريكي والإسرائيلي لحماية أراضيها، لكن في الحقيقة، لا يمكن الثقة بالأمريكان والشواهد كثيرة، فهم لا يهتمون إلا بمصالحهم”.
وأضاف الشرع، أن “أمريكا لا تريد انهاء الحرب في المنطقة، لكنها تحاول فرض تهدئة لتنفيذ خططها المستقبلية، والتركيز على أهدافها بشكل دقيق، وبالتالي فلا أحد بمأمن من التوسع الغربي في المنطقة”.
وأشار الى “ضرورة ان تتوقف الجرائم الصهيونية بحق شعب غزة، وان تكون هناك مواقف جادة لإنهاء هذا العدوان والجرائم بحق الإنسانية التي يتعرّض لها الشعب الغزاوي”.
وتابع، أن “أمريكا استطاعت ان تنصّب حكومات منساقة لها في منطقة الشرق الأوسط، وتلقينهم على ان لا يعترضوا على المخططات الاستكبارية من بينها “إسرائيل الكبرى”.
وأوضح الشرع، ان “الاستكبار يريد تغيير ديموغرافية المنطقة وفرض سيطرته عليها، منوهاً الى ان بعض الدول العربية هي من تقود مشروع التطبيع وتسهل تنفيذ خارطة الشرق الأوسط الجديد”.
ويؤكد مراقبون، ان فشل الكيان الصهيوني وأمريكا عسكرياً، دفعهما الى اتخاذ خطوات بديلة لضرب الشعوب المقاومة، عبر إثارة الفتن داخل هذه البلدان، وأبرزها سحب سلاح المقاومة، ودفع جهات وأحزاب لتبني هذا الخطاب، على إنه مطالبات شعبية، ليتسنى لها رسم خارطتها الجديدة في الشرق الأوسط بأريحية ودون أي موقف رافض لها.
الدول العربية وعلى الرغم من وضوح المخططات الاستكبارية في المنطقة، لم تحرك ساكناً وتعتقد ان صمتها وتعاونها مع الكيان الصهيوني سيجنبها المواجهة ويحافظ على أراضيها، لكن هذا الاعتقاد خاطئ سيما مع التهديدات المستمرة للمنطقة، والحديث المباشر عن “دولة” إسرائيل الكبرى التي تمتد حدودها الى دول عربية متعددة.
وتواصل الحكومات العربية، مد يد العون الى الكيان الصهيوني، وتسخّر كل ثرواتها لخدمة مشروع ما يُعرف بدولة إسرائيل الكبرى، ظناً منها انها تحمي أراضيها من نيران الحروب التي تعصف بالمنطقة، إضافة الى انها أصبحت حكومات مسلوبة القرار، وجميع تحركاتها تتم بأوامر من واشنطن، وهو ما يضع شعوب كل البلدان أمام اختبار صعب، وهو تحدي حكوماتهم التي تدعو الى التطبيع مع الكيان الغاصب.



