اخر الأخبارالنسخة الرقميةتقارير خاصةسلايدر

التنسيق الأمني بين العراق وإيران خطوة باتجاه قطع الطريق عن الإرهاب

زيارة لاريجاني وضعت خطوطه العريضة


المراقب العراقي/ سيف الشمري..
تغلي منطقة الشرق الأوسط على صفيح ساخن، نتيجة المخططات الأمريكية والصهيونية التي تريد إجراء تغيير شامل بشكل الدول، وايضا لزيادة قبول المشروع “الإسرائيلي” من خلال توسيع قاعدة التطبيع في المنطقة، ولهذا نرى أن الخطر لا يقتصر على دولة او بقعة معينة، بل يهدد الجميع وهو ما دفع بعض الدول المستهدفة للتحرك سريعا نحو تحصين حدودها وحماية سيادتها ضد أي عدوان خارجي محتمل.
وفيما يخص العراق فهو في دائرة الخطر، نتيجة وجود المقاومة الإسلامية وموقفها من العدوان الأمريكي والقضية الفلسطينية ووقوفها ضد مشاريع التطبيع في المنطقة، ولهذا تحاول واشنطن او تل أبيب إزاحة تلك الأطراف بأي شكل من الأشكال خاصة بعد فشلها في المواجهة العسكرية وخسارتها معركة الصواريخ ضد محور المقاومة.
ولهذا فإن العراق وكل دول المنطقة مُطالَبة بحماية حدودها المشتركة خاصة العراق وإيران اللذين يمتلكان خطا حدوديا طويلا يمتد لأكثر من ألف كيلومتر، وهذا ما دفع رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني لاريجاني إلى زيارة العراق ولبنان في جولة إقليمية وعقد مجموعة من الاتفاقيات الأمنية والتركيز على حماية الحدود، خاصة أن حرب الجمهورية الإسلامية الإيرانية الأخيرة مع الكيان الصهيونية قد أظهرت وجود بعض الثغرات التي يجب معالجتها لمنع تسلل أي جهاز صهيوني لداخل طهران وتنفيذ عمليات ارهابية.
وكانت طهران قد كشفت آنذاك عن تسلل بعض العناصر التابعين للموساد الصهيوني إلى داخل الاراضي الايرانية من خلال الحدود مع العراق من جهة اقليم كردستان، خاصة أن أربيل لديها علاقات خفية مع الكيان الصهيوني وتوجد مراكز عدة فيها تابعة للموساد وهو ما يثير المخاوف وضرورة ضبط الوضع فيها وتأمين الحدود معها.
ويرى مراقبون أن هذه الزيارة مهمة في هذا التوقيت ومن شأنها تدعيم ركائز الأمن والاستقرار كما أنها تأتي في مرحلة حساسة فيما يتعلق بالوجود الاجنبي والأمريكي تحديدا ومماطلة واشنطن في هذا الملف ورغبتها في البقاء لأطول فترة ممكنة، والعمل على تأمين المنطقة للاحتلال الصهيوني الذي بات يرتكب أبشع الجرائم بحق الإنسانية أمام مرأى ومسمع المجتمع الذي اكتفى بالاستنكار فقط.
وحول هذا الأمر يقول المحلل السياسي مجاشع التميمي في حديث لـ “المراقب العراقي” إن “زيارة مستشار الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني جاءت في توقيت حساس في ظل التحديات والتحولات التي تشهدها المنطقة”.
وأضاف التميمي أن “الزيارة تحمل رسائل دعم للعلاقات الثنائية بين بغداد وطهران وتعزيز التنسيق في الملفات السياسية والاقتصادية والأمنية، بعيداً عن أي تدخل مباشر في الشؤون الداخلية”.
وأكد التميمي أن “الزيارة بحثت ايضا مواجهة التحديات المشتركة بما فيها أمن الحدود ومكافحة الإرهاب”.
ولا يمكن اعتبار قضية تأمين الحدود إجراءً أمنيا بل هي خطوة أساسية لديمومة الاستقرار الداخلي ومنع التهديدات التي تؤثر على أمن البلدين والمنطقة عموما، كما تسهم هذه الخطوة بتقليص أية محاولات لاختراق الحدود.
ويرى مختصون أن الظروف الإقليمية الحالية التي تتسم بارتفاع حدة التوترات تستدعي مضاعفة الجهود لإغلاق أي ثغرة حدودية والمحافظة على الاستقرار الأمني بين بغداد وطهران.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى