الحشود المليونية تجدد مساندتها للحشد الشعبي وتستذكر معركة “الحق ضد الباطل”

في قافلة السير الى إمام المقاومة “ع”
المراقب العراقي/ سداد الخفاجي..
في مسيرة زيارة إمام المقاومة والتضحية الحسين “عليه السلام”، يتوجه سنوياً الزائرون من مختلف دول العالم، صوب كربلاء المقدسة، لاستذكار قيم البطولة والمقاومة التي خطّها الإمام وآل بيته وصحبه، في معركة الطف الخالدة، بدمائهم الزكية، عندما وقفوا بوجه الظلم وحاربوه، على الرغم من قلة الناصر وعدم تكافؤ المعركة.
وجاءت زيارة الأربعين هذا العام، مختلفة عن سابقاتها، لأنها تأتي اليوم بعد انتهاء المعركة التي دارت بين جبهة الحق المتمثلة بالمقاومة الإسلامية ومحور الباطل الذي تمثله أمريكا والكيان الصهيوني والدول الغربية، والتي مازالت تداعيتها مستمرة لغاية يومنا هذا، إذ لم تخلو الزيارة هذا العام من الشعارات المناصرة للمقاومة الإسلامية في المنطقة، واستذكار الانتصارات التي تحققت خلال حرب الـ 12 يوماً، وما تكبدته قوى الاستكبار من خسائر كبيرة، نتيجة للضربات الموجعة التي تلقتها من الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
الزائرون في العراق وجودوا في زيارة الإمام الحسين “عليه السلام”، فرصة لتجديد تأييدهم ودعمهم وولائهم للمقاومة الإسلامية والحشد الشعبي، على اعتبار ان الإمام هو قائد المقاومة ومؤسسها، إذ اطلق المتوجهون صوب كربلاء المقدسة، شعارات تندد بالتدخل الأمريكي والبريطاني في الشأن العراقي ومطالبات بحل الحشد الشعبي ونزع سلاح المقاومة، مستذكرين بطولاتهم وتضحياتهم الكبيرة في الدفاع عن أرض العراق ومقدساته، إذ زينت صور الشهداء طريق الزائرين في رسالة الى العالم بأن الحشد الشعبي والمقاومة هما صمام أمان العراق.
الجدير ذكره، ان سفارتي أمريكا وبريطانيا تقودان حملة ضد الحشد الشعبي، وتحاولان خلق رأي عام مضاد له داخل العراق، بحجج واهية أبرزها، انه يضعف سلطة الدولة، ويهدد أمن واستقرار البلاد، متناسين بأنه مؤسسة أمنية ومصوت عليها بالبرلمان، لكن رد العراقيين لم يتأخر كثيراً على التجاوزات الغربية، في وقت صمتت فيه الجهات الرسمية واكتفت ببيان إدانة لحفظ ماء الوجه.
وحول هذا الموضوع، يقول المحلل السياسي مؤيد العلي لـ”المراقب العراقي”: إن “الزيارة الأربعينية ليست طقوساً عادية وليست هي زيارة موسمية، انما تحمل في طياتها أبعاداً متعددة، عقائدية ونفسية لإثبات الحضور في الميدان”.
وأضاف العلي، ان “قضية الإمام الحسين متجددة، لأنها تمثل الصراع بين الحق والباطل، ومن أجل تعديل الاعوجاج الذي حصل في تلك الفترة، ومازال هذا الصراع موجوداً بين محور الخير والشر”.
وأشار الى ان “المعركة مستمرة بين محور الحق المتمثل بالمقاومة الإسلامية، ومحور الباطل المتمثل بأمريكا والكيان الصهيوني لإفشال خطط الاستكبار العالمي، مبيناً، انه “لا يمكن ان ننظر اليوم للزيارة الاربعينية بمنظار بسيط، وانما يجب ان نوسع آفاقنا، وان صح التعبير، هي زيارة استراتيجية، وهذا ما يفسر محاولات تعكير صفو الزيارة على مر العصور”.
وأوضح، ان “هذه المسيرة هي لتجديد العهد والثبات على القيم والمضي بنهج المقاومة والممانعة، والدليل على ذلك، ان ملايين الزائرين يحملون شعارات تؤيد المقاومة والحشد الشعبي”.
وبين، ان “هذا التأييد يأتي من وعي الجماهير وفهمهم بانه، لا يمكن القبول بالإملاءات الأمريكية، وبعثوا رسالة الى العالم كله مفادها، ان المقاومة خط أحمر، ومشروع لا يمكن التخلي عنه”.
وأكمل العلي، ان “وجود الحشد والمقاومة هو أمر ضروري جداً من أجل حماية الزائرين”، لافتاً الى ان “المقاومة تستمد من الثورة الحسينية ومسيرة العشق الحسيني، المعنويات والثبات والسير بطريق الحق”.
وختم تصريحه بالقول، ان “الزيارة الأربعينية هذا العام تختلف عن الأعوام الماضية، لأنها امتزجت بحرارة فقدان القادة، والانتصارات التي تحققت بعملية الوعد الصادق وحرب الـ 12 يوماً، والتي تكبّد فيها الكيان الصهيوني، خسائر عبر ضربات صاروخية موجعة”.
ولم يقتصر دعم الزائرين للمقاومة الإسلامية على رفع الشعارات والصور في الطرق، بل امتد الى وسائل التواصل الاجتماعي، إذ انتشرت مقاطع فيديو “التريندات” الخاصة بسقوط صواريخ المقاومة على الأراضي المحتلة، لتكمل لوحة الدعم والتأييد، واستطاع الزائرون رغم بساطتهم، ان يوصلوا رسالة شديدة اللهجة الى العالم أجمع، عبر أكبر تجمع بشري بالعالم، بأن الشعوب المقاومة لن تتخلى عن مصدر قوتها مهما بلغت التضحيات.



