“الشيعة في الأندلس” رصد لعصر انتصار أتباع آل البيت في العالم الإسلامي

المراقب العراقي/ رحيم يوسف…
في كتابه “الشيعة في الاندلس – الخلافة الحمودية العلوية” رصدَ الدكتور كاظم شمهود طاهر، عصر انتصار أتباع آل البيت في العالم الإسلامي، وهذا الكتاب صادر عن دار الكتاب العربي ببغداد ومؤسسة الصفاء للمطبوعات بلبنان، بأربعة فصول مع ملحق يضم مجموعة من الصور التي تغني موضوع الكتاب بحجم 24 × 17 سم بغلاف سميك وبواقع 184 صفحة بطباعة ملونة.
وفي زمن المسلمين، تألقت الأندلس وأصبحت مهد الحياة الرفيعة ومصدر الحضارة الإنسانية وموطن الفلاسفة والعلماء والشعراء ومركز الفنون والآداب، وكانت أغنى دول أوروبا وأكثرها ثراءً ورخاءً، كما كانت قرطبة في عهد الناصر وأبنائه، أكثر مدن أوروبا سكاناً، وقد بلغت تطوراً عمرانيا لا مثيل له في دول الغرب المعاصر التي كانت ترزح في ظلمات الجهل والانحطاط والفقر، وكانت شوارع قرطبة مرصوفة بالحجارة وكانت النفايات تنقلها العربات التي تجرها الثيران خارج المدينة كما كانت شوارعها مضاءة ليلاً، بينما كانت باريس ولندن شوارعها مملوءة بالوحل والأوساخ وأهلها يسودهم التخلف والفقر، كما كانت المجتمعات الأوروبية في ذلك الوقت في عصور مظلمة تمزقها الحروب والفتن وتسيطر عليها الخرافات والشعوذة والأمراض القاتلة” .
هذا ما كتبه الدكتور كاظم شمهود طاهر في الفصل الاول من الكتاب، على سبيل المقارنة بين واقع حال الاندلس وأوروبا في ذات الفترة الزمنية، وهو الفصل الذي جاء تحت عنوان (الأقوام الأولى التي استوطنت شبه الجزيرة) ومحوراه (الفتح الإسلامي للأندلس ونهاية موسی بن نصیر وطارق بن زیاد وإيقاف الفتح الإسلامي وفكرة التواطؤ) .
وقد كتب فيه بالتفصيل عن الأقوام التي سكنت شبه الجزيرة الأيبيرية وصولا الى الفتح الإسلامي ثم بين أسباب إيقاف الفتوحات الإسلامية بحسب أكثر من رأي وبتفاصيل مهمة بعد ان بلغت الفتوحات الإسلامية مديات واسعة بعد وصولها إلى حدود فرنسا.
أما الفصل الثاني من الكتاب فقد عنونه (عصر انتصار الشيعة في العالم الإسلامي)، وجاءت محاوره وصفاً للترتيب التالي (دولة الأدارسة العلوية، الدولة الفاطمية، بداية التشيع في الأندلس، تشيع البربر ومناطق استقرار البربر، مناطق استقرار العرب، ثورات البربر، ثورات الشيعة في الأندلس، سقوط الأمويين). وفيه يعرف بنشوء التشيع تأريخيا وأهم الدول الشيعية التي نشأت في العالم ومنها الادريسية كما هو واضح في العنوان والفاطمية وصولا الي سقوط الدولة الأموية في الاندلس.
أما الفصل الثالث الذي عنونه (الخلافة العلوية في الأندلس) وكانت محاوره كالتالي: (دولة بني حمود العلوية الفكر والأدب الشيعي في ظل الدولة الحمودية، دولة بني مناد الصنهاجية، الامارات البربرية الشيعية والموالية في جنوب الاندلس) .
ودخل علي بن حمود قرطبة في الثامن من محرم سنة ٤٠٧ هـ/ أول تموز سنة ١٠١٦م، ودعا البيعة لنفسه فبويع بالخلافة وتلقب بالناصر لدين الله، ومن هنا بدأت الدولة الحمودية العلوية في الاندلس على يد علي بن حمود الذي يقول عن نسبه المؤلف نقلا عن ابن حزم القرطبي: (إذ يرجع نسب علي إلى إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام) ويقوله أيضا عبد الواحد المراكشي وابن عذاري وابن الخطيب، وقد ازدهرت الفنون والعلوم والآداب بعد سقوط الدولة الأموية التي كانت تحد من حرية الفكر، ويعرف المؤلف بالعديد من العلماء والشعراء في هذه المرحلة من حكم الدولة ثم يعرف بالدولة الصنهاجية والامارات البربرية الشيعية الموالية للدولة.
أما الفصل الرابع والأخير فجاءت محاوره وفق الترتيب التالي (الحضارة والفكر الشيعي في الأندلس من رواد الفكر الشيعي في الأندلس، دولة المرابطين، دولة الموحدين الآثار الباقية، العرفاء مكتبة الاسكريال الفن الأندلسي) وفيه يعرف بدولتي المرابطين ومن ثمة دولة الموحدين التي نشأت على اعقابها، وكذلك يكتب عن الاثار الباقية في غرناطة، والعرفاء وهم المعماريون العرب وصولا الى مكتبة الاسكوريال والفن الاندلسي، أخيرا فان ما كتبناه هنا لا يعد سوى قراءة تعريفية بسيطة لكتاب يكتسب أهمية كبيرة تأريخيا، تركين التفاصيل لمن يقرأ الكتاب لاغتراف المتعة والفائدة منه.



