تنظيف طرق الزائرين.. ثقافة مجتمعية تظهرها الزيارة الأربعينيّة

تضافر جهود يعكس حالة حضارية
المراقب العراقي/ يونس جلوب العراف…
في كل زيارة أربعينية تشهد محافظة كربلاء المقدسة تواجد الآلاف من الشباب المتطوّعين للمساهمة في تقديم الخدمة من خلال القيام بتنظيف الشوارع بعد انتهاء المراسيم وخروج آخر زائر منها وهم من الموظفين والشباب الكسبة وأصحاب الشهادات ويقومون بهذا العمل خدمة للإمام الحسين عليه السلام وزائريه الكرام .
وعملية التنظيف ، لدى المشاركين فيها تُعد واجبا دينيا وثقافة يجب أن تسود في المجتمع العراقي الذي يعد الزيارات المليونية طريقا الى مرضاة الله ورسوله وآل بيته الكرام صلى الله عليهم اجمعين لذلك نرى مشاهد تدل على أن الخدمة الحسينية لا تقتصر على تقديم الطعام والشراب والضيافة في المواكب بل تشمل جوانب اخرى مثل التنظيف الذي تظهر اهميته في كل يوم من ايام الزيارة.
وقال الموظف أحمد سلمان أحد المتطوعين في حملة التنظيف: إنّ” المشاركة في حملة التنظيف التطوعية في الزيارة الاربعينية هي رغبة في العمل التطوعي لخدمة الزائرين، حيث ينطلقُ الإنسانُ المُتَطوِّعُ من إحساسٍ بالمسؤولية تجاه من حوله و تجاه محيطِه الإنسانيّ و المكانيّ ، والاعمال تتَّسعُ شيئاً فشيئاً ، لتشملَ كل ميادين الحياة وتظهر أرقى أشكال التَّكامل البشري لاسيما في الزيارة الاربعينية”.
وأضاف :” من الرائع أن نشاهد الكثير من موظفي الدوائر الحكومية والأهالي يتجهون للعمل التطوعي في الزيارة الاربعينية لذلك فإن أغلب المتطوّعين من الكوادر المتقدمة في دوائرهم من مهندسين وأطباء ومديرين، جاءوا لتقديم الخدمة في زيارة أربعينيّة الإمام الحسين عليه السلام”.
على الصعيد ذاته قال المواطن هادي ناصر : “إنّ حملات التنظيف دائما موجودة في الزيارات الاربعينية وقد حرصتُ على المشاركة فيها للعام الحالي وهي تتم بالتعاون مع العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية وبلدية كربلاء لتنظيف الشوارع الرئيسية للمدينة، استعداداً لاستقبال اليوم الاخير من زيارة أربعينيّة الإمام الحسين عليه السلام الذي يكون الاكثر جهدا بالنسبة للمشاركين في الحملات”.
ودعا الى تشجيع المواطنين على المشاركة في تنظيف شوارع المدينة المقدسة التي نتوقع أن تشهد زخماً كبيراً من الزائرين خلال الأيام الاخيرة منها “.
من جهته قال المهندس حامد يوسف “إنّ عدد المتطوعين المشاركين يبلغ الآلاف والكثير منهم يرتدون بدلات مكتوب عليها: (خادم الحسين) وهم يحملون المكانس في عمل يستمر الى ساعات متأخرة من الليل، وقد انتشروا في شوارع المدينة لتنظيفها خلال زيارة الاربعين اما البعض الاخر فيقومون بالتنظيف في الاماكن التي يتواجدون فيها كمشاركة آنية”.
واشار الى “أنهم سوف يعملون على شكل وجبات على مدى (24) ساعة، وأنّ الصفة الوظيفية لجميع المشاركين هم مهندسون وموظفون من مختلف المحافظات العراقية ومن مختلف الدوائر الحكومية والمهن وليس عمال تنظيف وأنهم يشاركون في الحملات من أجل تشجيع ثقافة الحفاظ على النظافة في المجتمع ولاسيما أن الدين الاسلامي الذي يُعد الامام الحسين عليه السلام مُثبِّتَ أركانه الحقيقي يحث على النظافة “.



